الشباب هم عماد الأمة ، وأملها الزاهر ، ومستقبلها المشرق ، وخاصة منهم من يمتلكون طاقات وقدرات ومواهب .
إن الأمة الإسلامية تنتظر جيلاً قادماً ، متسلحاً بالقرآن ، مدفوعاً بالعلم والمعرفة .
جيلاً مليئاً بالعزيمة والطموح ، متحمساً للعمل ومثابراً حتى تحقيق الآمال .
ولكن .. للأسف أصبح شبابنا طاقات تتفجر بالتخريب والتكسير والإيذاء ، أصبحت مفاخرتهم بلبس تافه ، أو انتصار فريق أوروبي
على آخر ، أو تغييرات في شكل سيارة قد تكون سبب فناءه .
إن مانرى اليوم من وضع بعض شبابنا لايسر خواطرنا ، ولايرضي طموحاتنا ، ويدفعنا للتفكير مرات عديدة لوضع حلول جدية
وعاجلة لما آل إليه حال الشباب .
ماأثارني لكتابة هذا المقال .. هو تزايد مشاكل التفحيط بالسيارات ، وانتشارها بشكل عجيب عما كانت عليه سابقاً .
نعم قضية التفحيط ليست بالجديدة في وطننا ، ولكنها مؤخراً الوجهة الأولى لترفيه كثير من الشباب سواءً بممارستها
أو مشاهدتها ، وفي الأشهر القليلة الماضية سمعنا وشاهدنا عبر مختلف وسائل الإعلام العديد من حوادث التفحيط
ورأينا مناظر مفزعة لشباب يتقطعون وبعضهم يتطايرون من المركبات ، مشاهد تدمي القلوب ، ودائماً أسأل نفسي
ذات الأسئلة : مالذي يجنيه هؤلاء الشباب من هذه الممارسة ؟
هل وصل بهم الحال من الملل وسوء النظر للحياة إلى قتل أنفسهم بأيديهم ؟
إن الشباب يتوجهون لهذه المخاطرة العظيمة بحثاً عن الشهرة ، وعن التسلية ، وعن نثر شيء من
إبداعاتهم في التحكم بقيادة السيارات _كما يرونها _ أمام من يحضرون لمشاهدتهم وتشجيعهم .
بل إن الألقاب توزع هنا وهناك وكأن ساحة التفحيط مكاناً خصباً لتحقيق الذات .
ماننتظره الآن ومنذ زمن يتلخص في أمرين :
أولهما : الوقفة الحازمة من الجهات الأمنية ، ومراقبة الشوارع والساحات وأماكن تجمعات الشباب .
خاصة أننا نعلم أنه يرافق هذه التجمعات شيئاً مما يفسد صغار السن من نشر للمخدرات و انتشار
للقضايا التي تمس الأخلاق والدين .
وثانيهما : التفات المؤسسة العامة لرعاية الشباب لهؤلاء ووضع حلول لهذه المصيبة التي تتسع رقعتها
يوماً بعد يوم ، ولانعذر تجارنا الكرام من الإستثمار في قطاع الشباب ، من ترفيه وتعليم وتدريب ،
ولانطلب أن يكون ذلك مجاناً من التجار ، وسيرون أرباحاً خيالية ، لأن شبابنا أصبح مكان تنفسهم
وتسليتهم مابين مقاهي المعسلات وساحات التفحيط ، وكل منهما طريق سريع للضياع .
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …