هل احتفينا بالعربية ؟

فايع آل مشيرة عسيري

يبدو إننا لا نجيد الإحتفاء بلغتنا العربية الأم..لغة القرآن لغة الأدب والشعر والنثر والسحر والبيان..تلك اللغة التي لا نقيم لها وزناً بيننا غيرَ يوماً في السنة..إحتفاءً تنظيراً لا نجد له أثراً في الواقع..فرغم بريق الشعار الذي اختارته الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية التابعة لليونسكو هذا العام بعنوان “دور الإعلام في تقوية اللغة العربية أو إضعافها”..
وأسلوب التشدَّق،والترزز أمام شاشات العالم ووسائل الإعلام ناسياً،أو متناسين أن اللغة هي الهوية والتراث والتاريخ والجغرافيا والحضارة والتقدم..هي مدلولات الإنسانية،المكانية..!
هذه اللغة باتت لغة عالمية يجب أن نعيشها واقعاً في حياتنا بدلاً من التنظير الذي ألقى بقميصه على وجه المؤتمرات وورشات العمل والندوات المجعَّدة.. وماهي إلا نظرة لحالنا مع العربية كي تجد مناهجنا التعليمة الهشة مناهجنا المصابة بحالة إنفصام حاد،وإلا لما وصلت عليه الآن من قصائد ركيكة أفسدت ذائقة طلابنا مناهجنا وإن طرأ عليها بعض التغيير مؤخراً إلا أنها دون المستوى ففي ظل التقنية الحديثة وجمود اللغة وتقعيدها غدت وكأنها قوالب أسمنتيه لا تمت للجمال بصلة..وخرج لدينا جيلاً لا يتذوق الأدب بل لا يشعر بقيمته وجماله خرج لنا جيلاً أكمل المرحلة الثانوية لا يجيد كتابة قصيدة،أو تحبير خطاب بسيط فأي جلال للغة امتهنته أذواق لاتمت للأدب بصلة..؟!ناهيك عن لوحاتنا المكلومة بالأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية وتظل العربية محل السخرية من الكثير على طريقة المصريين في مسلسلاتهم التاريخية”ماهزا يا هزا” وماهي إلا خطوةً نحو العمق التعليمي الذي يكسب أطفالنا مهارة التحدث بالعربية ونجد قنوات الأطفال بمختلف مسمياتها،والتي أفادت أطفالنا من الجنسين وباتوا يناقشون،ويطرحون قضايا كثيرة بلسانٍ عربيٍ مبين..حتى إنهـا قدمت لنا اللغة العربية فعلياً وبتنا نستمتع بتلك الأحاديث الطفولية التي نراها على ألسنة أولئك الأطفال،والتي تجاوزت كل المؤتمرات ومراكز اللغة،والجامعات العربية وكل الإجتماعات والندوات التي تحث على اللغة والإهتمام بهـا نظريا فقط..تلك اللغة العربية التي حوت كل لغات العالم،وأستوعبت الكثير من المفردات والمعاني..تلك اللغة الجميلة التي لم يدرك أهلها قيمتها.

ومضة:
ومادام وقد قررت التنمية الثقافية للعربية التابعة لليونيسكو تسمية شعارها “دور الإعلام وتقوية اللغة العربية أو إضعافها” فإن شاعرنا حافظ إبراهيم قد قام من قبره الضريح كي يقول لهم:
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ                      بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َبَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ>

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

تعليق واحد

  1. لله درك أستاذ فايع – لغة اضعناها فضعنا … الشاعر احمد بن ادريس .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com