جملة غناء تطربك بعفويتها وملامستها لهوى النفس وهمسها الصامت بالاستعلاء والكبر! بل إن تلك الجملة الشيطانية سحرت قلوب وأعين بعض الموظفين وجعلتهم يشتمون ريحها وعبقها فيطربون بها سيما في لحظة الحنحنة التي تسمع صداها من مكان بعيد! من يردد هذه العبارة ثلة من المواطنين والمواطنات يظنون بها الظنون وأنها البديل للواسطة وكسب القلوب! مايثير الغيظ هنا أنك تسأل من الذي رسخ ومهد لثقافة( داخل على الله ثم عليك)؟ ثم لماذا هذا الظن بأن تلك العبارة هي المنقذ الوحيد لإعطاء المواطن حقه في مراجعاته لبعض المصالح ، وأنه وبدون تلك العبارة لن يتفاعل معك المسؤول أو الموظف ولن يباشر خدمتك وينهي معاناتك ؟ والإجابة على مثل هذه التساؤلات تكمن في ظني الشخصي بتشخيص واحد فقط وهو انعدام الثقة في موظف الدائرة وأنه بمثل هذه النخوة وهذا الإطراء لربما تحيي فيه روح الفزعة فينهض بنخوة أبشر بسعدك! ولا يخفى على الكل بأن أدران هذه الثقافة لازالت تسمع وتردد إلى وقتنا الراهن وأنّ مايغيظ أيضاً أن المراجع المكلوم لازال مؤمناً بأن مثل هذه العبارة الممجوجة في معناها بالوهن والرجعية هي التي تدفع بحقوقه العامة إلى كمال الإنجاز وجودته! إنّ المعاني الراقية والمتحضرة المستمدة من هويتنا الإسلامية والوطنية لتدفع بنا الآن بأن نحتوي مثل هذا التداول في أروقة بيئتنا المهنية وأنّ نبادر إلى المراجع الكريم بتقديم الخدمة له برغبة وحب وتحضر وألاّ نخلط في حمل الأوراق ، كما يجب أن يعلم كل مراجع بأننا شغوفين بخدمته وأنه الهدف الأسمى والرئيس لكمال وجودة العمل بشكل عام والنهوض بمصالحه ومصلحته على وجه الخصوص ، وبما يرضي الله ثم ولاة الأمر أعزهم الله بعزته ونصرهم بنصره. عبدالله آل قراش ١٤٣٧/٤/١٥ مكة المكرمة
>