صحيفة عسير – يحيى مشافي :
واصل المؤتمر الدولي الأول للبيئات الجبلية شبه الجافة الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع إمارة منطقة عسير جلساته لليوم الثالث بمدينة أبها، واستهلت الجلسة السادسة من يوم أمس بعنوان “السياحة البيئية” تحمل عدد من أوراق العمل التي تهدف الى كيفية تأهيل المتنزهات الوطنية والمناطق ذات الصلة بالبيئة للوصول بها إلى الجودة الجاذبة للزوار.
وترأس الجلسة أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي، الذي قدَم بدوره ضيوف الجلسة من الخبراء الدوليين المشاركين، حيث تناولت مشاركاتهم عدد من الأوراق البحثية المدرجة ، قدم فيها مدير الإدارة العامة للتنوع الحيوي والمحافظة والجذب السياحي باستراليا (السيد مارك ويب)، ورقة تحدثت فيها عن “التنمية المستدامة للمتنزهات الوطنية” من واقع التجربة المهنية ، الذي تشرف إدارته في أستراليا على أكثر من 100 حديقة وطنية و20 حديقة بحرية يزورهم سنويًا نحو 30 مليون شخص، فيما تناول في حديثه احترام ثقافة الأرض وساكنيها ، والطرق والخطوات الصحيحة لإنشاء الحدائق العامة ، وتثقيف المجتمع عن طريق المختصين بأهمية ذلك مع الأخذ في الإعتبار بأرائهم ومقترحاتهم.
وقدم خبير السياحة البيئية بمنظمة الأغذية والزراعة بالمملكة (السيد توني تشارترز) ، ورقة تحت عنوان “إنشاء شبكة تجارب سياحية-بيئية في متنزه عسير الوطني” استعرض فيها مقومات عسير الطبيعية وكيفية استغلالها في إحداث نقلة نوعية في مجال السياحة البيئية، وتطرق عن التوسع في نطاق الوجهات وإنشاء آخرى ملائمة لكافة المواسم ، مشيراً إلى استغلال الفوائد السياحية لمدينة أبها وضواحيها لكي تصبح وجهة بيئية عالية المستوى مرغوبة للجميع سواء من داخل أو خارج المملكة.
عقب ذلك قدم مدير عام- مسار إبراهيم الخليل – فلسطين (السيد جورج رشماوي) ورقة تحت عنوان “درب عسير: طريقة حديثة للتنمية المستدامة للسياحة”، تحدث خلالها عن أبرز ما تتميز به منطقة عسير من معالم سياحية وتراثية وكيفية المحافظة عليها، مشيراً لعدد من المواقع كالعيون الحارة في المنطقة ، وجزيرة كدنبل، وعدد من القصور والقلاع التاريخية التي تشتهر بها عسير .
ووجه الأمير تركي بن طلال خلال مداخلته لورقة العمل “لرشماوي” بإعتماد ادراج مسار(درب عسير) ضمن أعمال مبادرة المشهد الحضري بالمنطقة.
وتواصلت الجلسة السادسة بمناقشة ورقة عمل قدمتها مؤسس ومدير جمعية السياحة الريفية بجنوب أفريقيا (السيدة جاكي تايلور) ، تناولت خلالها “السياحة الريفية المستدامة”، آلية دعم المزارعين ، فيما تطرقت تايلور إلى المواقع الأثرية والتاريخية التي تتميز بها المملكة، وكذلك الأراضي الزراعية في عسير وأهميتها وطرق الحفاظ عليها من التدهور وتشجيع المزارعين على ذلك .
واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها مدير إدارة المتنزهات بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور مبارك بن محمد الرشيدي، تحدث خلالها عن المتنزهات في المملكة بشكل عام وفي منطقة عسير بشكل خاص ، وما تتميز به من عوامل جذب سياحية، بالإضافة إلى تأهيل وتطوير متنزهات منطقة عسير وفق مسارات محددة لتكون ذات طابع بيئي متميز .
وتوالت أوراق العمل للخبراء المشاركين في جلسات المؤتمر البيئي ، حيث حملت الجلسة السابعة عنوان “الإدارة المستدامة لمصادر المياه في البيئات الجبيلة”، رأسها عضو مجلس إدارة جمعية المياه العمانية الدكتور محمد الكلباني.
وكانت أولى الأوراق مقدمة من رئيس الاستقراءات العالمية للمياه، السيد كريستوفرغاسون تحت عنوان “الإدارة المائية في منطقة عسير” تحدث فيها عن كيفية إدارة مناطق أخرى من العالم مشابهة لمنطقة عسير لمواردها المائية ، مشيراً إلى عدد من التجارب العالمية التي حققت نجاحات مختلفة على مستوى العالم ، مؤكداً إلى ضرورة أن يكون هناك مصادر مياه متجددة، وأبدى غاسون تفاؤله بالمرحلة القادمة عن تخزين المياه في عسير خاصة لعدد من الأسباب أهمها المناخ الذي يساعد على ذلك وجغرافية المنطقة.
وقدم من جانبه أستاذ العلوم بجامعة الملك سعود البروفيسور داميا بارسليو ، ورقته العلمية عن الملوثات العامة ، مشيراً بأن المياه المعالجة من المجاري تعتبر من الحلول معتبراً أنها ذات تكلفة عالية، وتناول خطرالملوثات البلاستيكية والشوائب على مستوى العالم، مؤكداّ ضرورة مواصلة الدراسات والأبحاث في أثر المبيدات والعوالق، خاصة وأن الدراسات تؤكد بأن العالم مقبل على شح للمياه بشكل كبير .
تلى ذلك ورقة عمل قدمها مستشار البنية التحتية للمياه المستقلة بإيطاليا، السيد أليساندرو بالميري تحت عنوان “مخازن مياه متعددة الاستعمال” أكد فيها على أهمية إجراء تقييم شامل حول الوضع المائي في المناطق الجبلية خاصة قبل الشروع في تصميم خطط تخزين المياه، ومن ثم الاتجاه لاحقًا إلى الاستفادة القصوى من الماء المخزن.
واختتمت فعاليات الجلسة بورقة بحثية مشتركة ما بين مدير عام مصادر المياه في وكالة المياه بوزارة البيئة قدمها المهندس متعب القحطاني، ومستشار وكيل المياه بوزارة البيئة ، الدكتور يسري مطر، تحت عنوان “دور السدود في تعزيز حصاد مياه الأمطار والتنمية المستدامة للمياه في منطقة عسير ” تطرقت إلى التحديات الأساسية في قطاع المياه بالمناطق الجافة، وجيولوجية المنطقة والأودية الشهيرة فيها ، وشبكات رصد مياه الأمطار .
وانطلقت الجلسة الثامنة تحت عنوان (الحفاظ على الحياة الفطرية وإنمائها) ترأسها مستشار وزارة البيئة الدكتور محمد علي قربان ، حيث بدأت بورقة علمية لمستشار وزارة البيئة عبدالله السحياني تناول فيها أنواع الطيور في منطقة عسير، وكيفية المحافظة عليها وكذلك الطيور المهاجرة التي تصل من وإلى المنطقة، ومنها طائر العقعق.
عقب ذلك ألقى مدير إدارة الدراسات والبحوث بوزارة البيئة أحمد البوق ورقة تطرق فيها إلى مشاكل انتشار قرود البابون في المملكة، وماتتسبب فيه بالمناطق السكانية والزراعية وأفضل الحلول للحد منها .
وقدّم مدير معهد المجتمعات والحياة البرية في أفريقيا الدكتور جاستن اورايان ورقة عن فهم وتخفيف حدة الصراع بين البابون والإنسان في جنوب أفريقيا والسعودية وأوجه التشابه بين البابون في المنطقتين واسباب انتشاره واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات البيئية بجامعة الملك خالد سابقاً الدكتور حسين الوادعي عن التنوع النباتي في منطقة عسير، وأكد أن المملكة غنية بـ2250 نوع نباتي ، فيما استعرض جهود المملكة في المحافظة على هذا التنوع.
وشهدت الجلسة التاسعة التي رأسها وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة الدكتور أسامة إبراهيم فقيها مناقشة ثلاث أوراق عمل بدأت الأولى بعنوان الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع الحيوي في المناطق الجبلية شبه القاحلة قدمها المستشار للشؤون البيئية بسلطنة عمان اكد خلالها على أهمية المحافظة على المصادر الطبيعية والوقوف ضد الرعي الجائر باعتباره أحد مسببات التصحر ، والعمل على الحفاظ على السلالات النادرة للحيوانات البرية والنباتات، تلاها الورقة الثانية بعنوان ” تنمية مصادر المياه من منظور الاستراتيجية الوطنية للمياه ” قدمها وكيل الوزارة للمياه الدكتور عبدالعزيز الشيباني استعرض استراتيجية المياه في المملكة 2030 ، والتحديات التي تواجه المياه ، مشيراً إلى أهدافها في تحقيق استدامة القطاع وتحسين مستوى الخدمة، مستعرضاً الاحصائيات لاستهلاك المياه في المملكة ومستهدفات الاستراتيجية لإدارة مصادر المياه ، كما تناول لمحة عن مصادر المياه في عسير وطرق استثمار المياه السطحية والجوفية وجهود الوزارة في حفظ مياه الأمطار بإنشاء 118 سد والعمل على إنشاء ثلاثة سدود أخرى.
ثم ألقت الورقة الثالثة قائد فريق (المياه والجبال ) قسم الغابات في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يوكا ماكينو ، بعنوان ” الإدارة المرنة لمستجمعات المياه وبرنامج الشراكة الجبلية، تناولت خلالها المنظور العالمي لمناقشة الجبال ومساقط المياه، وبحث عقد الشراكات مع سكان الجبال لإيجاد الحلول المستدامة للحفاظ على الغابات ، مستعرضة عدد من الاتفاقيات الدولية وسبل الحفاظ على الغابات الجبلية، واختتمت ورقتها بتقديم دعوة للإنضمام إلى فريق المياه والجبال التابع للأمم المتحدة.
>