سلمان عين ٌ هنا وعين ٌ هناك
محمد الفلقي
لم تكن ليلة الجمعة ليلة خفيفة الشأن على الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث أهتم حفظه الله بالشأن اليمني السعودي وجعل عينا على الحدود السعودية اليمنية بعد سقوط الحكومة اليمنية وأصبح اليمن الشقيق بلا حاكم إداري وعينا أخرى تسهر على راحة أخيه ومتابعة حالته الصحية. إن مثل هذه الأمور السياسية لا يمكن أن يتحملها أحد وهي متباعدة الأطراف، فتحملها الرجل الكبير بحنكته السياسية، سلمان بن عبدالعزيز وهي متزامنة، وكلها تتطلب منه موقفاً حكيماً وتصرفاً سليماً.
إن سلمان صاحب القلب والعقل السديد وحكمته السياسية أتصف برباطة جأش، حمل على عاتقه تسيير بلاده داخلياً وخارجياً، في وقت واحد، فنقل حكم البلاد بكل سلاسة وسرعة ناتجة عن الأتفاق بين الحاكم وأبناء الشعب عبر نظام هيئة البيعة، الذي رسمه الملك الراحل الملك عبدالله طيب الله ثراه عام 2006.
إن انتقال الحكم بسلاسة وسرعة، صفع المغرضين على وجههم، الذين ما كاد يعلن الديوان الملكي وفاة الملك الراحل عبدالله، إلا وبدأوا كسرعة البرق بالتخمينات المبنية على الأهواء، فلم يلبثوا دقائق، إلا ويصفعون على وجوههم ، بإعلان سلمان ملكاً ومقرن ولياً للعهد، لتبدأ ألسنتهم في اللهث وإطلاق التكهنات بما فرغ من منصب، ولم يكملوا ساعاتهم الاثني عشر، إلا ويتلقون الصفعة الأخرى القاصمة لهم، بعدة أوامر ملكية تبرهن للعالم أجمع أن نظام الحكم في السعودية لا يدار بالأهواء والمهاترات. ولا بوصف المغرضين أو تكهناتهم.
بات الشعب السعودي ليلته داعيا للفقيد ومؤزرا للشقيق في مشهد للتلاحم و الألفه بين الحاكم و الشعب. كل ذلك وأكثر في غضون دقائق حفظ الله لنا سلمانا و أعوانه وزاد من ألفت الشعب و محبته ورحم حكيم العرب.>