عبدالله سعيد الغامدي
المناخ التنظيمي في إي بيئة عمل يعبر عن تميز جهة عن أخرى ولا يشعر بها إلا العاملون في تلك الجهة، مما يجعل ذلك التميز مؤثراً في أنماط السلوك الوظيفي لديهم، أي أن المناخ التنظيمي يشمل الطرق والأساليب والأدوات والمعايير والعناصر التي تتفاعل مع بعضها فتشکل شخصية جهة العمل بکآفة جوانبها. ووزارة الصحة عملت منذ سنوات مضت على تحسين وتطوير بيئة العمل وأصبحت بيئة العمل في المنشآت الصحية بيئة جاذبة ساعدت الكوادر الصحية في الإبداع والتميز وساهم المناخ التنظيمي للجهة إيضاح ووصف لبيئة العمل الداخلية بکآفة أبعادها وعناصرها المادية والاجتماعية فهو وفقا لذلک يشمل طبيعة السلطة وأنماط القيادة والاتصال الإداري کما يشمل أيضا البيئة الاجتماعية المتمثلة في الثقافة والقيم والأعراف السلوكية وترجع جذور مفهوم المناخ التنظيمي إلى مدرسة العلاقات الإنسانية والمدرسة السلوكية في الإدارة والتي أكدت على أثر المناخ الاجتماعي السائد في المنظمة على إنتاجية العاملين.. ولعلني أتطرق للبيئة التربوية في المدارس بجميع مراحلها حيث إنهم يمثلون جو الانسجام والعلاقات الإنسانية بداخل المنشأة التربوية وتؤثر في الجميع سواء معلمين أو طلاب. وكأولياء أمور ننشد القدوة الطيبة التي تنعكس على أبنائنا بالإيجاب على سلوكهم وثقافتهم وأؤكد هنا بأهمية العنصر البشري وذلك بالتشجيع والتحفيز ماديا ومعنويا وخلق جو من العلاقات الإنسانية الفعالة بداخل كل منشأة تربوية بهدف تحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية. وقد قرأت في بعض المواقع التي تشير إلى المدارس الاكثر فعالية هي التي تتميز ليس فقط بتدريب المعلمين بكثافة أو بالفصول الصغيرة أو بمستوى عال من الدعم المالي ولکن بالمناخ الاجتماعي والتنظيمي البارز ونعلم أن إدارة المدارس تحكم بواسطة ثلاثة عناصر هي “منهج الوزارة، التنظيم والمهام التربوية التي تنجز، والقانون الأخلاقي للعمل الذي يحدد كثير من الأشياء والحقوق والواجبات ” والقائد تقع على عاتقه مسئولية تحقيق الأهداف المتعلقة بالمؤسسةالتربوبية وبأعلى درجة من الکفاءة والفعالية ويعتبر الجانب الخلقي الذي يتسم به القائد عامل رئيس في توجيه المسار وتحقيق أهدافها فغالبا ما يظهر أثره في سلوک العاملين وأدائهم وينعكس على مستوى روحهم المعنوية ورضاهم
فالجميع بالبيئة المدرسية يفترض ان يکونوا على وعى تام بالآثار الأخلاقية لسياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم، فالمدير کقائد عدله بين المعلمين ينشر ثقافة العدل؛ والمعلم أيضا إذا يفرق بين التلاميذ يحارب ثقافة العدل فالالتزام بالأخلاق يسهم في تحسين المناخ المدرسي بصفة عامة حيث تقل الممارسات غير العادلة ويتمتع الأفراد بتکافؤ الفرص ويجنى کل امرئ ثمرة جهده ’أو يلقى جزاء تقصيره وتسند الأعمال للأكثر كفأة وعلماًوتوجه الموارد لما هو أنفع ويتم تدعيم الرضا والاستقرار بين الأفراد حيث يحصل کل ذي حق على حقه ويدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية ويقل التوتر والقلق ويتسم المناخ التنظيمي بالإيجابية. اذكر رسالة قرأتها كان كتبها معالي الدكتور محمد الرشيد وزير المعارف سابقاًالله يرحمه اذكر بعض ما جاء فيها (ستكون سعيداً إذا وفقت لجعل طالبك الذي تعلمه وتربيه مسلماً حقاً تتمثل في شخصيته وفي سلوكه اليومي أخلاق الإسلام وفضائله وعقيدته وإخلاص العبادة لله وحده ويقول أيضا لأتقف عند نقل المعلومات إلى تلميذك بل أعمل على أن يتمثل الإسلام في سلوكه وتصرفاته). وفق الله الجميع