( الإنسان ) هو كلمة السر التي تميز الأمم
فعندما يتحدث العالم عن تطور أمة فهي تتحدث في الأساس عن ( إنسان ) صنع التطور والنجاح للرقي لأعلى مراتب التطور والازدهار .
وعندما نسمع عن تدهور أمة وتخلفها فإنه يمثلها ( إنسان ) صنع الفشل والانحدار والإحباط بأفكاره و إهمال تكوينه ليبقى في الحضيض .
من هنا كانت صناعة الإنسان أهم أولويات الدول المتقدمة وصناعة الإنسان تعني صناعة قلبه ونفسه وجوارحه صناعة زكية قال تعالى لنبيه موسى عليه السلام ( ولتصنع على عيني ) وقوله تعالى في صنعة نبينا داوود : ( وعلمناه صنعة لبوس ) فالصناعة والعمل تبدأ بالعلم والتعلم .
وصناعة الإنسان نجدها تبدأ من نشأته مع أسرته والتحاقه بسلك التعليم وتأثره بأفراد مجتمعه فالتعليم النافع والقدوة الحسنة هي البذرة الأساسية لتنشئة الجيل وخير معلم وقدوة هو نبي الله معلم الأمة: (محمد صلى الله عليه وسلم )
قال تعالى :(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
وتعلمنا من نهجه عليه الصلاة والسلام أركان صناعة الإنسان في سورة العصر وهي : (الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر).
ولذا فالمعلم دوره أساسي في تلك الصناعة فهو صانع الأجيال وباني العقول ومربي النشء والمعلم المخلص ( أجره كأجر الصائم القائم ) فليسعى كل معلم لتأسيس جيل يفخر بتاريخه ويعتز بهويته ويقدر رموز وطنه وينتمي له ويتصدى كل مامن شأنه زعزعة أمن الوطن بفكره ووعيه مستغلا قدراته وطموحاته وأفكاره للوصول لوطن راقي واضح الأهداف ثابت الخطى على طريق رؤية المستقبل .
وتأتي نشأة تنمية القدرات البشرية كأحد البرامج المستهدفة لرؤية المملكة 2030م ، سعيا لتطوير قدرات جميع أفراد المجتمع وتحضيرهم للمستقبل واغتنام الفرص للالتحاق بسوق العمل والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية محليا وعالميا .
بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة وتسعى لتكون محرك لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا وهذه هي الرؤية التي تسعى لتحقيقها ونحن نملك كل العوامل التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا ولا عذر لأحد بالبقاء دون علم وعمل ؛
تعلم فليس المرء يولد عالما وليس أخو علم كمن هو جاهل
فقد أولت حكومتنا اهتمامها الواسع للتعليم وتطويره وضخ ميزانياتها لدعم تلك العملية وتوفير سبل التعلم وتكريم القادة والمعلمين والمتفوقين والموهوبين والمدارس المتميزة فالتعليم باختصار روح المجتمع وأنفاسه والتعليم جيش خفي يحرس البلاد أفضل من جيوش منظمة فهو أقوى سلاح يتدرع به البلد لمواجهة التحديات
وفي ختام مقالنا أود أن يسعى كل فرد لصناعة نفسه أولا ثم من حوله -صناعة إيجابية- يجد أثرها بكل مكان ، فالعقل ليس وعاء للتعبئة وإنما نار ينبغي إيقادها لتطفئة الجهل والظلام والأفكار السلبية الهادمة للفرد والمجتمع واشعالها لايقاد الضوء الذي ينير الطريق ويهدي لسواء السبيل .
جعلنا الله وإياكم مباركين أينما كنا ونسأله إخلاص القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين …..
كتبته / أ _ وافيه علي زارب القحطاني الموجهة الطلابية بمدرسة ابتدائية الحرجة الأولى