بقلم / ابراهيم العسكري
تلقيت قبيل ظهر الامس الخميس الموافق ١٤٤٥/١١/٢٩هـ خبر وفاة خالي السمي/الشيخ ابراهيم بن احمد العسكري شيخ قبيلة بني عبد العوص برجال المع انه ذلك
الشهم الكريم.
الشيخ العظيم.
الفارس الحليم.
تلقيت الألم بكل صبر واحتساب .!
فُجعت بدءآ لعظم الفقد والمصاب
فالخال والد.
والسمي رافد.
والفقد جلل.
والوحشة من بعده ملل.
وصمام الإمان احدث في الأمر شلل.
وعامود البيت اُصيب بثلمة وخلل.
بقيت اتلطع في سقف بيتي والوم هذه الدنيا الفانيه واقول تبآ لها ما اروغها
فحبلها قصير.
وامانها عديم.
ومآلها حتيم.
ووارثها يتيم.
وعدها لا يؤمن.
غدرها لا يؤتمن.
سرابها بعيد.
ومكرها يزيد.
لن ازيد فلم تسمى عليا بل دنيا لدونيتها.
بالفعل غافلني هم كبير كيف لي بمصارحة أمي العظيمة بوفاة اخيها التي احبته بكل شعورها وجوارحها فتسال يوميآ لي ولأخوتي ماذا حال خالكم ومتى عهدكم به واتصلوا بتلفونه لأتطمن عنه وعن اخيه .!
ماذا عساني بعد ان اقول لها فهي لم تمضي سوى اشهر لفقدها اختين غاليتين .!
علم الله ان علاقة الفقيد باخواته خصوصآ مميزة فلم تكن عابرة ولا يهون بقية الاخوة ولكن بحكم تواجده في المنطقة بالقرب منهن فكان يعودهن في المناسبات والاعياد ويرسل لهم الهدايا حتى من الحصاد يزورهن من حين لآخر ويدعوهن لأكرامهن بجود وحفاوة .!
لن اتحدث عن سعية في الاصلاح في شؤون القبائل ومعاصرته لكثير من الاحداث التى كابدها بصبر وسعى بكل جهود الاصلاح للخير فهو شيخ وقد تكون شهادتي مجروحة .!
لا انسى قبل خمسة واربعين عامآ حينما طلب من والدي رحمهما الله ان تنزل لزيارته والدتي في تهامة مصطحبةً شقيقتها ام سعود من طبب وقد حضيت انذاك في سن مبكر ان اكون المرافق والسائق لأمي وشقيقتها في رحلة ضيافة خالي الراحل نزولآ من عقبة الصماء الترابية قبل الزفلته والصعبة التضاريس فقد نجينا في رحلتنا الصماء بلطف الرحمن ثم وصلنا بيت جدي الشعبي وبه خالي صاحب الضيافة استقبل اختية اعلانآ بفرح وباطلاق اعيرة نارية وابتسامة غير عادية وترحيب وافر مخجل .!
ذبح لنا ذبيحة يوم الوصول وفي اليوم التالي ذبيحة والثالث كذلك ذبيحة وقال لن يأتينا اغلى منكن فوالدي رحمه الله يحبكن ويوصينا بكن خيرا.
موقف آخر قبل ستة عشر عامآ تعرضت والدتي للحزام الناري واتعبها ولم تندمل جراحها فكان يزورها من حين لآخر .
ذات يوم زار الوالدة واقنعنا ان نرتحل معه سويآ لليمن السعيد فقد ذُكر له ان هناك علاج للحزام الناري عن طريق العالم اليمني الشيخ/عبدالمجيد الزنداني وبالفعل جهزنا جوازات السفر ورحلنا بمعية خالي ومعه سائق فكنا خمسة خالي والسائق ومحدثكم وأمي وشيقي زايد.!
كانت الرحلة سعيدة وممتعة فكان السائق من جماعة خالي ولكنه مرح جدآ ومتمكن من القيادة ومتشعبات الطرق هناك يمازحة خالي ويمون عليه فلم نشعر بتعب السفر وهم الطريق .!
لأن رحلتنا ذات هدف سامي لم نشعر بأي مشقة بل استمتعنا ووالدتي سعدت جدآ فكانت الحالة النفسية ممتعة لها ولنا.!
خلال ثمانية ايام مرينا مدن الحديدة وعمران وصنعا وذمار ويريم وكتاب ثم عُدنا عن طريق مأرب ثم تعز مرورآ بجبل صبر ومرورآ بجزء من طريق شرعب الرونة والسلام.
مرينا الزنداني واكثر من معالج يستعين بالطب النبوي واعشابة وتحسنت الوالدة كثيرا ولله الحمد .
فلو لم يكن لخالي الا هذا العمل لحسبته جدير بالوفاء لاهل الوفاء.
نعود لذلك الهم وهو ابلاغ أمي بموت اخيها فاتصلت باخي الاوسط لنتقابل لدى بيت أمي وتجمعنا اربعة اشقاء وعلم الله انها قالت لي ماخبركم عسى لا خلاف سبحان الله قلب المؤمن دليله.!
قلنا لا يوجد خلاف قالت تجمعكم بالقرب مني ربما يوحي باشياء كأني اراها بعيونكم .!
قلنا ابد كل يوم نجتمع والأمر خير كله
سكتنا برهة ثم لابد ان نقول شيء لنذهب للمشاركة بالدفن وتشجع اوسطنا فقال:
سنزور خالي ابراهيم لانا تبلغنا انه احيل للمستشفى ولعله بخير .
قالت هل الم به اذآ ام انه مات .
قلنا كذبآ بل هو بخير ولعل وضعه يتحسن .
لا اصف لكم الأمر حينما تحتم علينا ابلاغ أمي بالألم المر ولن اسهب في لحضات تلقي كل الألم التي عشناها وكفى.!
رحل خالي شهمآ كريمآ اصيلآ حليمآ لتنهار معه لبنة تلحق لبناة عظيمة فهي اللاحقة تُعد ركيزة سبقها ركائز جدي واخوالي ذات السبق في الرحيل فعليهم جميعآ رحمات ربي ورضوانه والحقنا بهم من الصالحين.!
هنا اعزي نفسي وأمي الغالية وخالي حسن وابناء اخوالي جميعآ واسرهم واعزي بني عبدالعوص ورجال المع وعسير اجمع ومملكتنا الحبيبة في هذه الثلمة الجلل.!
اعود لاقول لاخواني برجائي وأملي وحبي ومودتي وتقديري في جميع اخوتي ابناء اخوالي جميعآ بدون استثناء ان يستمر غرس البناء الذي غرسة الاجداد والاباء بالحب والاخاء والكرم وممن يؤثرون على انفسهم فكلكم ذاك ومعدنكم اصيل وليس فيكم خلل ولا زلل وفيكم اصحاب معالي وفضيلة ورجال دولة لا تحتاجون لنصحي فانا من يحتاج منكم النصح لأنكم اهل عهد ووفاء ولتستمر الحياة على غرس يتمناه العاقل الشهم الأبي مثلكم يا احفاد الشيم والمرؤة والكرم.
فعزاؤنا ان من خلف مثلكم لم يمت.