الفكرة … تشبه ” ضربة حرة مباشرة ” ، عليك أن تعرف كم تبعد عن المرمى بالضبط ؟ وكيف لك – بعد ذلك – أن تقذفها – بذكاء – من فوق حائط الصد أو تخترقه باتجاه المرمى دون أن تلمس يَدْ أحدهم فتدخل في وضع تحكيمي / رقابي آخر .
الفكرة … تقترب أيضا من ” مولودة ” تفتح عينيها للحياة ، إما أن يعتني بها الأب ، ويعدها لأن تكون فارقة بين أقرانها ، وإما أن يترك – آخر – يأخذ بيديها شيئا فشيئا وقد يتجه بها للأعلى ، وربما يسقط معها للأسفل .
الكتابة … تشبه ” ضربة حرة غير مباشرة ” ، لا بد أن تُتْقن كيف تذهب بها للمرمى المقابل ، وتخطط ” جيدا ” لئلا تعود بارتداد غير محسوب العواقب .
الكتابة … تقترب أيضا من مولودة تنمو ببطء في كنف والدها لكنها تعاني ” سوء تغذية ” .
*
– حاول أن تكْتُبْ ” جيدا ” ما ” تفكر ” فيه … لا … أن تفكر ” كثيرا ” في ما ” تَكْتُبُه ” .
هناك فارق بينهما ..
حين ترتكب الأولى يتوقف ” قلمك ” , وحين تَفْعَل الثانية يطمئن ” قلْبُك ” .
– الكتابة مثل الشمعة ، و” الفكرة ” عود الكبريت !
حين يشتعِل عود الكبريت ، تحيا الكتابة لكن ” الفكرة ” تموت !
– كل فكرة جديدة يولد معها صداع جديد / لذيذ !
الصداع الجديد يكمن في صعوبة أن تبتلعه المهدئات ،
والصداع اللذيذ ذاك الذي تشعر معه بأن رأسك يبحث عن فكرة جديدة لعلاج مؤقت .
*
– الأفكار الكبيرة تحتاج مساحات كبيرة ..
لذا أستعض عنها – وأنت تَشْعُر – بأفكار صغيرة ، لتتكئ عليها قليلا قليلا ..
إلى أن تمتلئ المساحات وغيرك لا يشعر ..
– لا تفكر .. كثيرا … حتى لا ” تعكر ” مزاج غيرك !
– لا تكتب .. جيدا … حتى لا ” يشطب ” أحد أصابعك !
– علمونا ونحن صغار / المثلث طيب الذكر … ( ” كَتَب … يَكْتُب .. كتابة ” ) !
لكنهم خوفونا من / المثلث مُقْلِق الذكر … ( فكر … يفكر .. تفكير ” ) !
*
– الرابط بين الكتابة والفكر هو ” العقل” .
لا تعر عقلك لأحد لكي لا يكتبك ، ولا تفكر – عنه – بالنيابة حتى لا تفاجأ بمن يشتمك !
” الكتابة ” مضاد للكآبة ، بينما ” الفكر ” ضمان .. لئلا تَعِشْ تحت ” الصفر ”
– السرعة في ” الكتابة ” ، تفوق السرعة في ” الأفكار ” …
فكر لـ تَكْتب .. لا تشبه .. أكتب لـ تُفكر …
البدء بالتفكير ” بُعْد نَظَر ” و… البدء في الكتابة ” قُصْر نَظَر ” .
– الأفكار ثمار في مزرعة كبيرة ، وأنت من ينتقي الفكرة التي تليق – بثلاثة أشياء – فيك :-
عقلك – قلبك – قلمك ! >