مقدس بكعبته … قارة بمساحته … معين بذهبه الأسود … شامخ بقادته … قوي برجالاته ومواطنيه … ” وطن ” شهد أحداث كفاح مشرفة سطرها تاريخه ، ودارت على امتداد جغرافيته سهلاً وجبلاً ، معلنة فجرا جديدا ، ومولد أمة .
وطن .. من الظلم أن نختزله في ذكرى أو مقال أو لوحة، فقد استعصى على الأقلام لتدون منجزه الضخم ، و ضاقت الصفحات باستيعاب مراحل تأسيسه ونشأته ، ولكن القلوب لم تضيق بحبه ، وطن استوطن حبه قلوب قادته ومواطنيه في نجد التأسيس ، وفي الشرق المتدفق ، وفي الجنوب الأشد ، وفي الشمال الأشم ، وفي الغرب المُشرَف ، فنسجت تلك المحبة ملحمة وطنية قلما يُرى لها مثيلا ، بدأت ببطولة ملك مؤسس حول خوف المكان إلى واحة أمن ، فحل العلم مكان الجهل ، والغنى محل الفقر ، والصحة مكان المرض ، فأضحى الوطن قبلة المليار مسلم ، وتوالى الانجاز والعطاء بإخلاص ملوك صالحين ، ضربوا أروع الأمثلة في خدمة وتنمية الأرض والإنسان ، إلى أن تبوأت المملكة مركزا مرموقا في التنمية في مجالات عدة ، رغم قصر عمرها الزمني .
في الذكرى الثانية والثمانين نحتفل بيوم الوطن ، وحُق لنا ذلك .. فقد رسم قادة البلاد ومواطنيها لوحة نادرة من الولاء واللحمة في أوضاع مضطربة تحيط بالوطن ، فأسكتوا ألسنة المندسين ، وكان الوطن فوق كل شيىء ، إذ وقف الجميع صفا واحدا ضد من يحاول النيل من أمنه ، بل واستشهد البعض من رجاله في سبيل استقراره .
ولاء نجدده لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهد الأمين ، وتهنئة نرفعها لمقامها بحلول هذه الذكرى ، قاطعين العهد على أنفسنا بمواصلة بناء الوطن ، في ظل توجيه ودعم من لدن سمو أمير عسير ، وسمو وزير التربية .
*مدير عام التربية والتعليم في منطقة عسير
>