أثار ضحكي في موقع التواصل الاجتماعي بتويتر استخدام عدد من المغردين الساخطين الساخرين كلمة ( الشطرطون الأبيض ) بدلاً من الشريط الأبيض ، فكأن هذا (الشطرطون) يقصد منه إلصاقه على فم الرجل حتى لا يطالب المرأة بحقوقه ولا يبدي رأيه وإن كان شرعي في قضايا المرأة ، وكأنه شريط ضد الرجل والمرأة.
وبغض النظر عن ما حصل في الساحة من تصادم ضد هذا الشريط الأبيض ذو التاريخ الأسود ، وبغض النظر عن استغنائنا بشريعتنا واستحالة أن يستبدل المجتمع هذا المستورد على شرع خالقنا ، وبغض النظر عن مفهوم العنف في هذا الشريط الذي وصل إلى اعتبار تحريم الزنا على الفتاة نوع من أنواع العنف ، بغض النظر عن ذلك وأكثر من ذلك ، فإنه لم يلفت انتباهي واستغرابي غير شيء واحد وهو كيف بمن يعتبرون من كبار المثقفين بأن يطلقون عليها مبادرة ؟ مع أنها مجرد محاكاة وتقليد!!! ، هل تعامى مدعيَّ الثقافة عن هذه الحقيقة .
فكلمة مبادرة تقتضي فكرة جديدة مبتكرة لصناعة مستقبل أفضل بدون ان تعتمد الفكرة أو تتأثر بالظروف المحيطة .
أما كلمة ردة الفعل فهي فكرة جديدة صنعتها ظروف معينه محيطة وترسم المستقبل بناء على هذه الظروف المحيطة .
وفكرة الشريط الأبيض تعتبر في أرض منشأها ردة فعل لا مبادرة ، لأنها فكرة جديدة بنيت في ظروف صنعتها ، أما انتقالها إلينا فلا تعتبر حتى ردة فعل فضلا عن أن تكون مبادرة !! لأنها في الحقيقة ليست فكرة جديدة بل هي محاكاة وتقليد ومحاولة لبس لباس غيرنا وإن اختلفت المقاسات !! بكل تبعية وضعف ومحاولة تقريب الظروف وتقليد لردة الفعل .
فلا أعلم هل هي محاولة إستجهال المجتمع والتمرير عليه ببعض الكلمات ، كمن يسمي القرد غزال وكمن يسمي المجرم بطل ، فيسمون التقليد والتبعية بمبادرة !! ،أم هو جهل حقيقي من مستوردي الفكرة .
فمع أن هذه الفكرة المستهلكة تحمل بداخلها باطل إلا أنهم زادوا الطين بله وغلفوها بإسم باطل لا يناسب حقيقتها .>