رسالة إلى وزير الـ «أمل»

الوزير الجديد: أكتب لك اليوم بالضبط وقد مر على تسلمك حقيبة «وزير» عشرة أيام كاملة، رأيت فيها أن أتركك لتقرأ الوجوه التي تحيط بها، والملفات المطروحة أمامك للتحريك أو الإيقاظ وحتى تركها للنوم، أحببت أن تمرر ناظريك على جمل وعبارات التهاني جيداً، وتحسب عدد الأصدقاء الجدد، والأحباب المقبلين، أردت أن تتأكد من أن هناك آمالاً كثيرة جداً يرى البسطاء من أمثالي أنك أهل لإحالتها حقيقة، ولا يهمنا الاستعجال في تحقيقها بقدر ما يهمنا أن تكون حقيقة في يوم مقبل قريب قبل أن نغيب أو تغيب.

تركتك برفقة الأيام العشرة الماضية وأنا منهمك في قراءة شخصية حول ما يؤمله زملائي من شركاء مهنة الكتابة، وماذا يرون أن يكون أولوية لك في خريطة العمل، وما الملفات التي يجب أن تفتح وتلك الواجب إغلاقها، وأنا واحد من القوم لي قراءتي المستقلة المختلفة لكننا نتشابه في المضمون والهدف الشامل العام، حتى وإن اختلفت عباراتنا ومفرداتنا وطريقتنا في التعبير، إنما نقف على خط واحد ثابت، وإننا مواطنون محبون لهذه الأرض، يفزعنا أن تقفز معدلات البطالة للأعلى، ويقهرنا أن توجد لدينا – أياً كانت – نسبة للفقر، ونفقد الوعي حين نشاهد بعض شوارع مدننا للعمالة الأجنبية، وفيها تصبح مشاهدة ابن المكان صعبة ونادرة الحدوث.

وزير العمل: سأقطع على كل مواطن سعودي وأكتب عنه بالنيابة في الـ «60» كلمة المقبلة، وأنا متأكد: «لا نريد وعوداً على الإطلاق، فالمواطن السعودي بات يملك ذاكرة قوية جداً جداً تمكنه من استعادة أي وعود مطروحة في أي يوم مضى بالتاريخ والدقيقة، ذاكرته مثقوبة إلا من تذكر الوعود والتصريحات القوية الجادة المفرحة، فقد أصبح يخشى من الوعد لأنه يرى فيه إبرة عالية الجودة لتمرير الوقت من دون أن يكتب للوعد أن يأخذ مكانه، ومن دون أن يعرف سبباً لذلك».

ملفات كرسيكم الوثير شائكة لكنها ليست صعبة، حاجتها تقف بين جيمين كبيرين، جيم الجهد، وشقيقه جيم الجرأة، ومعهما ألف الاجتهاد الذي لا يقبل اهتزازاً أو خوفاً، أقسم لك أن ما نحتاج إليه فقط هو تحريك صارم قوي لملف «السعودة» المطاطي، معه سنعيد معدل البطالة للخلف، ونرفع معدل الدخل للأعلى، وتصبح نسبة الفقر أقل، هو ملف حساس ومنهك إنما هو الأهم من بين كل أوراق العمل الرسمي التي تجدها على طاولتك، طالما كنت أمامها أو حتى قريباً منها، أرجوك أوقف شعار السعودة الحقيقي القاتل «خليك بالبيت» حتى وإن كانت الإحصاءات والأرقام تصدمنا بأرقام يضحك منها وعليها الواقع، ويحترق معها الملف الأخضر البائس.

وزيرنا المقبل: لن أزعجك بملف تأنيث المحال النسائية، وفوضى التأشيرات، وقضايا توظيف المرأة، لأن لدي قناعة ذاتية بأنه إن لم تتمكن من تحريكها فعلياً فلا معنى لأن نطلق عليك مسمى وزير العمل الجديد، لأنك لم تتمكن من إحداث جديد، ورغماً عن كل هذا وذاك أنا متفائل بأنك وزير الأمل المقبل.

alialqassmi@hotmail.com

>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com