صحيفة عسير _ اميرة احمد:
بمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي صادف العاشر من ديسمبر 1948م وفي ظل التعاون مع عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك خالد نظم فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة عسير محاضرة علمية قدمها سعادة الدكتور منصور بن عوض القحطاني عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة عسير وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد وذلك صباح الأربعاء 18/2/1436هـ في رحاب الجامعة حضرها جمع كبير من منسوبي الجامعة أساتذة وطلابا وموظفين كما حضرها بعض المواطنين من خارج الجامعة ومدير وسكرتير فرع الجمعية وبعض رجال الإعلام في المنطقة وقد استهل المحاضر محاضرته بالتعريف بحقوق الإنسان في الفكر الإسلامي والوضعي ثم تناول العديد من القضايا ذات الصلة بالمحاضرة والتي كان من أبرزها الإسلام وحقوق الإنسان موضحاً دور الرائد الأول لحقوق الإنسان محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام في حق الحياة وحق المساواة وحق العدالة وحرية الحياة الخاصة وحرية الاعتقاد وحقوق الأقليات وحرية الرأي والتفكير وحقوق المدنيين والأسرى أثناء الحروب مشيراً إلى مميزات حقوق الانسان في الاسلام ومنها العقيدة كأساس لحقوق الإنسان وكفالة حرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية التعبير وحرية الذات وحق التكريم الإلهي للذات البشرية وحرية الفكر والتعبير وحق العمل باعتباره من الحقوق الاجتماعية الأولى.
ثم تطرق إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يعتبر من أشهر وثائق حقوق الإنسان بالنظر لقدمه ولطموحاته والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948م والمكون من (30) مادة تطرقت إلى مختلف أنواع حقوق الانسان الأساسية كالحق في الحرية وفي المساواة وفي الكرامة وفي الحياة وفي الأمن وفي العمل وفي التعليم وفي حرية الرأي وفي العدالة… الخ
وبين سعادة المحاضر أن كافة آليات القانون الدولي لحقوق الانسان اللاحقة على الإعلان ماهي الا تفصيلا لحق معين أو لحقوق معينة وردت بالإعلان حيث يعتبر بيان حقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم .
المتحدة كحقوق أساسية لكل شخص في العالَم، إذ يعد المعيار الدولي لحقوق الإنسان كوثيقة حقوق دولية تمثلت في ذلك الإعلان الذي تبنته الأمم المتحدة ليتحدث عن رأي الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان المحمية لدى كل الناس وقد تحفظت المملكة فيه على نص المادتين (16) و (18) نظراً لمخالفتهما لمبادئ الشريعة الإسلامية وتطرقت المحاضرة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام والمتمثل في المؤتمر الذي عقده علماء المسلمين في مدينة لندن في (12) ذي القعدة (1401هـ) الموافق (19) سبتمبر (1981م) لبحث وصياغة حقوق الإنسان في الإسلام صياغة عصرية إعلاء للدعوة الإسلامية وإدراكاً منهم لما يعانيه عالم اليوم من أوضاع فاسدة ونظم آثمة، وقد لخصها ذلك الإعلان العالمي في أكثر من (23) مادة.
ومن جانب آخر فقد استثمر المحاضر حضور طلاب الجامعة فتناول حقوق الإنسان وأثرها في تنوير ثقافة الطالب الجامعي من منظور إسلامي مركزاً على أهمية تعليم حقوق الانسان وأثرها على ثقافة الطالب الجامعي من خلال أهمية تدريس حقوق الإنسان في الجامعات وما في حكمها مختتماً محاضرته بإبراز جهود المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان
المتمثلة في أبرز الاتفاقيات التي انضمت إليها المملكة مثل معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة واتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الإحيائي والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية واتفاقية بيرن لحماية المصنفات الأدبية واتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية وبروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وبخاصة النساء والأطفال المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واتفاقية ( العمل الدولية ) الخاصة بـعمل الأطفال والميثاق العربي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية و الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل المتعلق ببيع الأطفال وبغاء الأطفال واستغلال الأطفال في المواد الإباحية والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة و إعلان القاهرة وغيرها.
وقد أشاد المحاضر بما أولته المملكة العربية السعودية تجاه قضايا حقوق الانسان من اهتمام خاص على المستويين المحلي والدولي انطلاقا من التزامها بتطبيق الشريعة الاسلامية السمحة التي تدعو الى التسامح والعدالة والمساواة وسيادة القانون حيث تم في سبيل ذلك اتخاذ العديد من الإجراءات ومن ضمنها ما نصت علية المادة (26) من النظام الاساسي للحكم والتي تؤكد على التزام المملكة بحماية حقوق الانسان حيث تستند تلك التزامات الى ما اشتملت عليه الشريعة الاسلامية من كفالة شاملة للحقوق الأساسية للإنسان وإلى الاتفاقيات الدولية التي انظمت اليها المملكة والى الأنظمة الداخلية وإلى الموافقة كذلك على إنشاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان الحكومية ، والسماح لبعض المنظمات الحقوقية الدولية بزيارة المملكة ومقابلة المسئولين والمواطنين والمقيمين وزيارة بعض السجون .إلخ..
وقد أوضح الدكتور منصور ما لهذا النهج من آثار إيجابية تمثلت في اختيار المملكة عضواً في أول مجلس دولي لحقوق الانسان والتي من أبرز مهامه تقييم حالات الانسان في دول العالم كما تطرق لأبرز المواد الخاصة بحقوق الإنسان في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية وإلى أبرز الأنظمة والتشريعات التي تبرز جهود المملكة واهتماماتها بحقوق الإنسان ومنها تنظيم هيئة حقوق الإنسان و نظام الإجراءات الجزائية و نظام القضاء والنظام الأساسي للحكم و اللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء والنظام الجزائي لجرائم التزوير و نظام مكافحة الإرهاب وتمويله وميثاق الرياض حول رعاية المسنين و نظام المرافعات أمام ديوان المظالم و نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ولائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم و نظام الحماية من الإيذاء و نظام رعاية المعوقين و نظام مكافحة غسيل الأموال و نظام مكافحة جرائم المعلوماتية و نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ونظام مكافحة الغش التجاري و نظام مكافحة الرشوة و نظام مكافحة التستر و نظام مكافحة التزوير ونظام حماية حقوق المؤلف و نظام الهيئة العامة للغذاء والدواء و نظام المناطق و نظام المحاماة …إلخ.
واختتم المحاضر محاضرته بإيضاح الفرق بين هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان من حيث أهدافهما وتشكيلهما ونشأتهما ورؤية ورسالة ومهام واختصاصات كل منهما كما أوضح دور فرع الجمعية بمنطقة عسير وما قدمته منذ نشأتها حتى اليوم في مجال حقوق الإنسان والمحافظة عليها في ظل دعم وتوجيهات قادة
هذه البلاد الحريصين على إيصال الحقوق لأصحابها من مواطنين ومقيمين منوهاً بما يلقاه الفرع من دعم ومساندة من سمو أمير منطقة عسير وتعاون الجهات ذات العلاقة مما يضمن الحفاظ على حق المواطن والمقيم على أرض هذا الوطن الشامخ العزيز سائلا المولى الكريم أن يديم على بلاد الحرمين نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ هذه البلاد وقادتها إنه سميع مجيب …
الجدير بالذكر أن المحاضرة والتي أدارها سعادة الدكتور عبود بن درع وكيل عمادة شؤون المكتبات بالجامعة شهدت العديد من الأسئلة والتي أجاب عنها سعادة الدكتور منصور بكل شفافية ووضوح منوهاً بالخطوة الإيجابية التي اتخذتها إدارة الجامعة حيال إنشاء وحدة لحقوق الطلاب بالجامعة مشيراً إلى أن هناك توجه كبير بين الجمعية والجامعة لتوقيع اتفاقية تعاون مشترك في القريب العاجل بإذن الله مما يعزز أواصر التعاون والتنسيق ما بين الجامعة والجمعية في كافة المجالات الحقوقية .>