نقي القلب يعيية التلوث

بقلم / إبراهيم العسكري

يتهمني بعض من يعرفني بأنني أميل كثيرا للماضي وأعزف أوتاري متحسف على ذكرياته بينما هم يصفون ذلك الماضي بأنه كان بائسا شحيحا قاسيا مقارنة بماهو حال اليوم من التطور بجميع أحداثه ومستجداته وقنواته المتعددة على جميع الأصعدة..!!

مايؤرقني ليس التطور بمعناه الحقيقي وليس زهدا مني أن نبقى في نفس الدوامة أو نسير خلف الركب أو نظل بصفة مستديمة في نفس الخطوط المختصرة والمتاحة حينها..!!

ليس كل ذلك مقصدي فأنا كنت مستمتعآ حينما أمتطي صهوة حماري لأسفاري وأصبحت أستمتع أكثر بسيارتي المكيفة المريحة وإن لم تكن فارهة فأنها تقضي كل احتياجاتي وأصبحت أتكلم مع صحابي في أصقاع الدنيا بجهازي المحمول وأقضي سبعين في المائة من احتياجاتي بتحريك أناملي بذلك الجهاز وهذا شيء لا يمقته إلا جاهل..!!

الشيء الجيد عندما استرجع الماضي أننا عشنا في عقود مضت في صفاء منقطع النظير خال من التلوث البيئي والاجتماعي وحتى الأخلاقي خصوصا ونحن في بيئة ريفية ليس بها آليات ولا عوادم محركات كماهو حال اليوم وليس بها وسائل تواصل ولاحتى قنوات تلفازيه تنقل الغث والهزيل أكثر من نقل الثمين والسمين كماهو الحال اليوم . فتستوعب عقولنا وتميز وتقارن الأفضل وتستند وتعتمد الجيد والحسن وما يرقاه..!!

يقول ابن خلدون الإنسان ابن بيئته فسلوكه يتغير ويعتبر امتدادا لعناصر بيئته..!!

بلا شك النظرة الممتدة هي البحث عن العلم والتعلم والتطور والرقي نحو الأفضل دائماً على أن لا يؤثر هذا الامتداد على انتكاس السلوك الديني والأخلاقي بل يرقى به لأن القاعدة الصحيحة تدعوا لتثبيت المؤشر نحو الإيجاب وتعيده كلما اختل التوازن لأي سبب من الأسباب..!!

ما نعيشه اليوم بعصرالسرعة والصراع نراه يحدث خدوشا نخشى أن تتهور وتهتري فتصبح جروحا غائرة فتهوي خاسره وحينها لا ينفع الندم ..!!

تلوث البيئة بأي مكان وزمان بالخلط في المفاهيم الخاطئة قد يحدث نتوءات تعيق حركة التطور وبالتالي يتدني المستوى المأمول إلى الهبوط المفاجئ فترحل معه القيم الأيجابيه التي تدعم البقاء والنقاء والأصالة التي نعتز بها كمجتمع إسلامي.

مالك الصلاحية يحتاج فريق عمل متميز ومخلص يتابع مسايرة التطور والرقي في ظل المحافظة على القواعد التربوية الشرعية والقيم التي تزيد العمل قيمة كبرى مع مسايرة كل تطور إيجابي فنحن نعيش وسط هذه الصراعات دون عزل عن العالم المليء بالتلوث البيئ والاخلاقي والمفاعلات النووية المدمرة والمهلكة.

شاهد أيضاً

قصة قصيرة “العَدل”

بقلم : أحلام الشهراني في يوم من الأيام استيقظت في الصباح في توقيت مغاير عن …

تعليق واحد

  1. فيصل بن سارح المالكي

    سلمت يمناك،،

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com