مجالس القبائل لا تعرف الكلام السيء

بقلم / حسن بن مانع آل عمير

منذ سنيني الأولى في هذه الحياة وأنا أتابع وأراقب العادات القبلية الرائعة وأفكر في تلك الخصائص الرائدة التي تميزت بها قبائل المملكة العربية السعودية بشكل عام.

 

بداية حياتي كانت في مدينة الملك فيصل العسكرية والتي تميزت بالتنوع الثقافي الجميل حيث سكن بجوارنا ضباط من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. حيث جاورنا العسيري والقحطاني والعتيبي والعنزي والشهري والشمري والشمراني والشهراني والمطيري والدوسري  وغيرهم ممن يعودون لقبائل عديدة في مملكتنا الحبيبة.

 

كنت أراقب تلك الصفات الحميدة التي عايشتها وسط أولئك القامات من الضباط المحبين لوطنهم الملتزمين بأعمالهم المحافظين على تقاليدهم الأصيلة.

 

عندما يستضيف والدي رحمه الله أو أحد الجيران الضيوف من أبناء قبيلته أو من معارفه يأتي الجميع مرحبين ومستقبلين ويقدمون الدعوة للضيوف من أجل استضافتهم في اليوم التالي. عادات عميقة متقاربة تسير بشكل متوازي مع بعضها البعض.

 

مجالسنا في هذه الأيام ولله الحمد متوافقة مع ما زرعه الآباء والأجداد.  تبدأ المناسبة بالترحيب بالضيوف بصوت واحد مسموع يعطي انطباع المحبة والترحيب ويترك الأثر الجميل في نفس كل ضيف.

 

العود والطيب والقهوة السعودية والتمر أول ما يقدم للضيف ثم تبدأ المشاركات من كبار السن وأهل التجربة والمعرفة من الضيوف ثم يعلق ويشارك المستضيف سواء هو أو جماعته، يتبادلون الأحاديث الجميلة، يشارك الشاعر بقصيدة تحتوي على الترحيب والحكمة والتوجية. يتناول الجميع وجبة الغداء أو العشاء ثم يقف شيخ أونائب القبيلة وكبار السن ليقدموا الدعوة للضيوف من أجل استضافتهم. يختتم المجلس بمثل ما ابتدأ بالطيب والقهوة السعودية وذكر كفارة المجلس ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ).

 

يغادر الجميع والسعادة والألفة والابتسامات المشرقة تحيط بالمكان.

 

لا تسمع في مجالس قبائل المملكة العربية السعودية السخرية ولا الغيبة والنميمة. المفردات السيئة والعبارات البذيئة بعيدة كل البعد عن الأنقياء الأتقياء أصحاب العقول الكبيرة والنوايا السليمة.

 

يتذكر الجميع دائما أبيات ذلك الشاعر الرائع الذي يقول:

 

يا جعل ما بيني وبينه مواصيل..

اللي على طرد الكلام يتلهب

إليا عزمته وأنت عندك رجاجيل..

كنك تحاضي لك سلاح مزهب..

بفضل الله لا يوجد في مجالس قبائل المملكة العربية السعودية من يتلفظ أو يسيء للآخرين، الجميع يتسابق لقول وفعل كل ما هو متوافق مع شريعتنا الإسلامية وعاداتنا القبلية الأصيلة التي نفتخر بها.