عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير : فايع عسيري
يعانق الضباب جبال تهامة الحسناء ويترسَّم طريقنا أبياتٍ للشاعر الكبير علي مفرح الثوابي: ألثمي فُلاًّ وريحاناً كســـــــــــــــــــا أرضك النشوى وأغصان البشامــــة كم تنقلنا ولكن لم تـــــــــــــــــزل جنة الدنيا وسلواها تهامــــــــــة هكذا هي رحلة شاتية في عروس تهامة ” محـايل ” حيث العشق الذي سكن مخيلة القاطنين والعابرين.. جولة في محايل كافية بأن تجعلك في ذهول التقصي..باحثاً عن تفاصيل أخرى كي تكتب وجه محايل البسيط الذي يهديك الفل والبرك والرياحين.. وعبر شعار العقبة المعلَّقة الملهمة لكل الحالمين..ووادي تية الطويل والبيوت المترامية وقرى بني ثوعة التي ماتزال تروي أن التاريخ عبر من هنا وتستمر الرحلة حتى وقعت قلوبنا قبل عيوننا على قلب محايل القديم الجديد وهناك بدأت قَصَّة تقريرنا.. وردك يازارع الورد..! الفل يا فل الصبايا بهذا العبارات قابلنا بائع الورد محمد حسن والرياحين فناديته: “وردك يازارع الورد..” منحنا طلالتين ممزوجة بالعطر وبدأ حديثه عن الفل والبرك ومناسبات الزواجات الكبيرة والعادات والتقاليد والذي قال محايل سوقها على مدار العام والفل والبرك والريحان مطلوب بإستمرار فقد جرت عادات العروس أن يكون الفل هو عقدهـا الذي تتزين به ليلة العرس..وكذلك يشترونه العابرين والزائرين..ورغم أن جيزان المصدَّرة الأولى له في الجنوب إلا أن محايل كونت صداقة مع جيزان في توفيره وكثرة الإقبال عليه،وقاطعنا صاحبه مهنة ” بائع الورد” مهنة تمنحك الحب من كل الزبائن ورغم تعدد محلات الورد إلا إن له طلب بإستمرار ولله الحمد. الخمير والبحيتة والحلبة.. وتقف بائعات الخمير في مقدمة السوق الشعبي في عرض الخمير المصنوع من الذرة ” الزعـر”، والبيضاء..وكذلك البحيتة والملوخية والحلبة والحُمر”.. وتحدثت لنا العمة فاطمة إحدى قائلةً: الخمير وجبة رئيسية ومفصَّلة عند كل الأسر في محايل،ويحبونه الزائرين لمحايل،ويجد إقبال كبير من المتسوقين.. حنيذ الريشي..! يبدو أن العم جـابر الريشي بات ماركة مسجلة عند كل الباحثين عن طعم الحنيذ الأشهى والألذ..هذا بعد أن وقفنا بالقرب منه والسؤال المعتاد من كثير ” يا أخي أنت جـابر الريشي..؟! يبادلهم الإجابة قائلاً: وصلت يا ولدي نعم،ويبدأ في حديثه الباسم معهم،ويبعيهم الحب والحنيذ.. وتحدث لنا قائلاً: الحنيذ يجد إقبالاً كبيراً في الشتاء دائماً وهذا يتطلب توفير كمية كبيرة وأحرص دائماً أن يجد الباحث عن جـابر الريشي ما يسعده. عسل يا عسل.. أخذتنا رحلتنا نحو الكثير ممن يطرحون العسل بأنواعه السدرة والشوكة والكشميري و…الخ والذي شكَّلوا لوحة جمالية تبدأ بتلك العبارات ” عسل عسل يا عسل..” وتحدث البائع إبراهيم الشهري قائلاً: سوق محايل هو بورصة البيع الحقيقي على مستوى المملكة عامة وعسير خاصة..سوق محايل يعتبر أشهر الأسواق الشعبية على مستوى المملكة،والكثير يأتون هنا من خارج الوطن ومن مناطق بعيدة من وطننا الغالي..في هذا المكان أبيع العسل أكثر من ثلاثين سنة،وتنقلت في الكثير من الأسواق ولكن ظل سوق محايل الأبرز على الإطلاق. التمر والمشبكـ.. وحين يشاهد التمر بأنواعه اللذيذة سيذكر حتماً المشبك والمضروب وتحدث محمد العسيري قائلاً: أحرص دوماً على توفير التمر بأنواعه من كل مدن المملكة كالأحساء والقصيم لجودة تمورهم وطلبها المستمر من الزبائن ،وكذلك توفير المشبك والمضروب بأنواعه ويأتي هذا لأنه مطلوب من داخل محايل ومن خارجها ولكنه يزداد مبيعاً هذه الأيام الشتوية الساحرة ويتناول غالباً مع القهوة العربية.. السليط والسمك المجفف.. لا يذكر السليط “زيت السمسم ” إلا ويذكر “الحوت” وهي التسمية الدارجة عند المحايليين السمك المجفف والمملح الذي يحبه الكثير كوجبة شعبية مع الخمير والسليط..ولعل العم زيلعي هو الأبرز فله أكثر من خمسين عاماً في هذه المهنة وإن كانت شاقة إلا أنه يرى المتعة في عيون زبائنه وتحدث لعسير العم زيلعي قائلاً: أحاول أن يكون ” الحوت” متوفراً على مدار أيام الأسبوع ذلك بإعداده مبكراً من إصطياد السمك من البحر الشقيق أو عمق وتجفيفه وتمليحه وتعريضه للشمس لمدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى خمسة كي يكون جاهزاً للبيع ،هذا بالإضافة السليط الذي يحبونه أهل تهامة وكما يقال دوماً السليط ” سلط على كل علَّة” قالها ضاحكاً قبل أن تأخذنا خطواتنا نحو بائعات التراث من الصناعات اليدوية والبخور وبعض الملبوسات النسائية ” المقالم،والظفر ،والحسن،والطيب” ومازالت ذاكرتهم تتذكر سوق الصندقة القديم الذي طورته بلدية محايل ومازال لم يفتتح بعد.. جولة محايلية شاتية في سوق محايل الشعبي السوق الأكثر صخباً وخرجنا بالكثير من الإبتسامات التي تقابلك عند دخولك عروس تهامة وقلبها النابض محايل الحب.
>
