إيمانيات (3)

أ.جميلة علي الغامدي
(ثمرات الإيمان بالقدر الأخلاقية)
أن الإيمان بالقضاء والقدر ممانتعبد الله به وكمال المخلوق في تحقيقه العبودية لربه وكلما ازداد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته وكان كل مايجري عليه ممايكرهه خيرا له وحصل له من جراء ذلك ثمرات إيمانية عقدية .
فمن ثمرات الإيمان بالقضاءولقدر الاخلاقية:
١-الصبر:الإيمان بالقدر يثمر لصاحبه عبودية الصبر على الأقدار المؤلمة، وكل أحد من الناس لابد له من الصبر
على المكاره،أما اختيارا وأما اضطرارا
فالكريم يصبر اختيارا لعلمه بحسن عاقبة الصبر ،وأنه يحمد عليه ،ويذم على الجزع ،وإن لم يصبر لم يرد عليه الجزع فائتا ،فمن لم يصبر صبر الكرام سلا سلوى البهائم.
٢-التواضع :الإيمان يحمل صاحبه على التواضع مهما أوتي من مال ،اوجاه،اوعلم،أوشهره،لعلمه بأن ما اوتيه إنما هو بقدر الله وانه عز وجل لوشاء لانتزعه منه .
٣-الكرم والسخاء:أن المؤمن بالقدر يعلم علم اليقين أن الله هو الرزاق ،وهو الذي قسم بين الخلق معيشتهم فكل له نصيبه ،ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها ،ولن يفتقر أحد الابقدر الله عز وجل ،وهذا الإيمان يشرح صدر صاحبه للإنفاق في وجوه الخير
فيؤثرها بجانب من ماله ولوكان به خصاصة،ثقة بالله واستجابه لأمره عز وجل.
٤-الشجاعة والإقدام واطراح الخور والجبن والذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله فمن سلم لله واستسلم له ،وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،وعلم انه لن يصيبه إلا ماكتب الله له -لم يبقى لخوف المخلوقين في قلبه موضع .
٥-علو الهمة يعني استصغار مادون النهاية من معالي الأمور ،وبالإيمان
بالقدر يحمل نفسه على علو الهمم ،وينأى بها عن القعود ،والاخلاد إلى الأرض ،والاستسلام للاقدار ،بل يسعى لتغيير الواقع الأليم إلى الأفضل بالطرق المشروعة والتخلص من المعائب والنقائص ،فالاحتجاج بالقدر إنما يكون عند المصائب لا المعائب .
٦-الحزم والجد في الأمور :فالمؤمن بالقدر حازم في أموره ،منتهز للفرص التي تمر به ،حريص على كل خير ديني أو دنيوي ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (احرص على ماينفعك، ولاتعجز وان أصابك شيء فلا تقل :لو أني فعلت كذا كان كذا ،ولكن قل قدر الله وماشاء فعل)
٧-السلامة من الحسد والاعتراض :فالايمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تفتك بالمجتمعات ،وتزرع الأحقاد بينها ،فالمؤمن بالقدر لايحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ،لايمانه
بأن الله هو الذي رزقهم ،
فاعطى من شاء ومنع من
شاء ،ابتلاء،وامتحانا،وأنه حين يحسد غيره إنما يعترض على قدر الله .>