بقلم إبراهيم العسكري
ابعد الله عنا وعنكم مواجع الدنيا واعاذنا وانتم من شرار النفوس ومكابدتها ومن يتقصد أذية الناس من قريب أو من بعيد وزادنا وانتم عصمة بالدين والعلم والتقوى وثبتنا بالحق حتى نلقاه.
ذات مساء من الأسبوع الماضي تلقيت رسالة جوال من رقم مجهول بالنسبة لي بدأها المرسل بالثناء والمدح المبالغ ووصفني بالاستاذ موضحآ انه استشف ذلك الوصف كاملآ حينما قرأ بعض مقالاتي وابتهج على حد قوله من روعة الأسلوب وجماله واعجابه بحد تعبيره الأمر الذي دعاه للبحث عن رقمي من أحد القروبات ليطلب مني المزيد من المقالات السابقة.
شخصيآ رأيت أن الطلب رخيص وسهل في نظري فليس ذلك معيبآ وزوده بما أمكن بعد أن سألته عن الاسم فأورد لي اسمآ يحمل في معناه التضرع والدعاء إلى الله بإخلاص وهو (ابتهال) وقلت ربما تكون صادقه تلك المبتهلة ثم وضعت احتمالات أخرى بان يكون الاسم مستعارآ أو أنه بالفعل لأمرأة تستحق معناه أو ربما يكون لفتاة طائشة أو طفلآ عابثآ أو شخص ينتحل صفة الاسم وليس له من مدلولاته شيءٍ يذكر كما خالجني الشك أن يكون مقلبآ لمن لم يجد ما يشغل وقته بما هو أهم من ذلك..!!
لم يتوقف الأمر عند ذلك فراسلتني التي اتضح لاحقآ انها منتحلة للأسم ليكون في نظرها طعمآ للمتلقي وطلبت في اليوم التالي تزويدها بما أمكن من المقالات وأضافت بقولها سامحك الله فقد سهرتني الليلة الماضية حتى الفجر في القراءة مفيدة انها كانت تستمتع بما تقرأ وتطلب المزيد ثم تستخف وتتلطف بأسلوب غير منطقي بالنسبة لي في وصفي بتاج الراس وكلمات أخرى لا يجب أن تقال هنا في حين انها بالنسبة لي نكره فأنا لا أدري ماهي الحقيقة ومن تكون أو يكون..!!
ندرك أن من يحمل السموم بطبعة العدواني يريد أن ينفث بسمومه للآخر ايآ كان سواءآ كان المتلقي يحمل الطيبة التي يفتقدها نافث السموم فلا يهمه ذلك ولا يكترث مهما كثر ضحاياه فعدوانيته تتسع أن يضع الكثير في شباك صيده التي يشمل فيها القاصي والداني دون تفريق..!!
وصف علما النفس أن الشخص العدواني يبث سلوك تعويضي عن كل الإحباط المستمر لديه فيعمد لألحاق الضرر بالآخرين باستهتار كلامي أو حتى فعل ايذا..!!
عندما وجد المتواصل صدرآ رحب لكل طلب أطل عليء اليوم الثاني بعباءة أخرى فيها رسالة مطولة تحمل أخطأ املائية وأسلوب غير عقلاني لوصف مؤرق لما تلقته هي في الحياة من نكد وإنكار اطرافآ أخرى لها حينما ضحت بكل شيء من أجلهم ثم تجاهلوها وأضافت كثير مما خلفه الآخرين لها من الإنكار والتجاهل بما جعلها تواجه عواصف حياة مريره بقسوة منهم مناشدتآ أياي أن اسوغ معاناتها في سطور خاصة بها..!!
لم تتوقف هنا فقط بل تجاوزت بما دعاني أن أغلق قنواة الاتصال واحظر الرقم بمجاميعه..!!
تلك المسكينة لم يمهلها القدر أن تغيب وقتا كافياً لتلعب دور الفلم الهندي الآخر فبدأت تبحث عن فرد آخر من الضحايا فاتصلت بأحد اقاربي كمجهولة أيضا بشكوى تمثل فيها الضحية وارفقت كلما دار من رسائل مصورة ونقاش هدفها الوحيد اسفاد ذات البين أو ربما أبعاد أعمق في الإيذاء..!!
قريبي الذي وصلت له الشكوى ضدي يعرفني جيدآ ويثق بحدود براءتي من التهم ومع ذلك انحصرنا في دوامة حيص بيص ماذا يريد منتحل الاسم حتى تفهم قريبي الأمر دون أن اشرح له كل التفاصيل ثم تبين أن تلك المؤذية إصلحها الله وسامحها ربما تعاني من اضطرابات نفسية وقد علمنا مؤخرآ انهم ممن يعيشون حوالينا وبعمر كبير وتعرف الكثير من قرب مما دعاهم لبث سموم في صواريخ أشبه بفرقعات الصابون..!!
قد يقال وما شاننا نحن بهذا فارد بالقول أن الأهم أن نتنبه جميعآ من هؤلاء العينات لانهم نسخ مكرره في كل مكان ومن السخف التعامل معهم بنوايا حسنة وهم يكيدون فلا نثق بهم ولا نصدقهم
والسبيل الوحيد للنجاة أن نقطع العلاقات معهم في مهدها أو قبل ولادتها فلدينا الكثير من البدائل الإيجابية لبشر كثير يحملون صفة الإيجابية والوعي العقلاني ونشر السعادة لتسعد معهم أو على الأقل نكون بجوارهم لنقتبس من نورهم ولا نامن ابدآ لمن يعكس الأفكار فيقلب الابتهال ويسوق الاستهبال مبطنا بالظنون والشكوك الباطلة..!!
اختتم بدعائي لكل أهل تلك الصفات والمفرقعات التي لا تدوم لكنها توذي وتحمل أنفسهم بالكراهية والاحقاد وندعوا لهم جميعآ بالسماح لقاء ما ينفثون ونرجوا لهم جميعآ الهداية للصواب فنحن لا نحب الشماتة والانتقام لأن الأقدار بحكم بارئها وحدها تكفى لتصفية الحسابات عن بعد ولعلي ابتهل إلى الله فأقول (رب انا لن اضام وفي رضاك ورحابك عزة لي.
يا صاحب العزة والجبروت اكفنا عن كيدهم بما تشاء.