قمة التعاون والتكامل في الرياض

كتبته فوزية آل غاصب القحطاني

نجحت قمة الرياض رقم 42لمجلس التعاون الخليجي بامتياز . هذا ليس رأي كاتب أو متابع لكنه قناعة ارتسمت على محيا القادة والزعماء الذين أشتركو في القمة ونطقت بها ألسنتهم،  نجاح كبير للدبلوماسية السعودية التي تعتمد على الهدوء والتحضير المسبق للقاءات وصنع القرارات الكبرى في منطقة شديدة الحساسية وعالية المخاطر.. ومن هذه النقطة جاءت جولة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على عواصم الخليج العربي والإحتفاء الكبير بحضوره المتألق من قبل قادة وزعماء دول المجلس يجسد عظمة الدور الذي تضطلع به بلادنا في تعزيز دور المجلس في مجابهة التحديات.
ليس مبالغة إذا ما قلت أن هناك تشابه نوعي في الظروف التي شهدها ميلاد مجلس التعاون الخليجي عام ٨١ ونيران الحرب العراقية الإيرانية مستعرة وتهديدات الخميني بتصدير ثورته واليوم نفس الظروف يعاد إنتاجها في الإقليم فهنالك إيران الطامحة إلى بلوغ العتبة النووية وسط سيل من تهديدات  مضادة لها من طرف اسرائيل والغرب .  وهناك توغل إيراني في أربعة اقطار عربية وسلة متنوعة من مليشيات تحمل أسماء مختلفة والعنوان واحد كلها تهدف إلى خدمة المشروع الإيراني في ضرب الأمن القومي العربي وإنهاك أمتنا في نزاعات أثنية ومذهبية.
كل ذلك يتطلب وحدة البيت الخليجي وتعزيز منظومة التكامل الاقتصادي وهو ما أكد عليه البيان الختامي لأعمال القمة بأن أي إعتداء على أي بلد عضوًا في المجلس هو بمثابة إعتداء على جميع الأعضاء إضافة إلى الشروع باستكمال مهمة التكامل الاقتصادي ودعم الشباب وتعزيز دور المرأة.. خليجنا واحد وأمننا واحد وأملنا واحد ولا بد أن تتظافر الجهود مع رئاسة القمة ومتابعة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان عنوان فخرنا ورمز رؤيتنا نحو القوة والوحدة والحرص على تمكين هذا المنتظم من أداء دوره بشفافية ومشاركة شعبية تؤكد لحمتنا وانتماؤنا لمصير واحد فالأخطار لا توفر أحد والعزيمة التي شاهدناها في قوة خطاب ولي العهد تستمد قوتها من قوة الله وعزمه ثم تستمد صلابتها من صلابة  جبل طويق  جبل لايزحزحه أي قوة إلا قوة الله.

كاتبة وباحثة سياسية

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com