بقلم الكاتبة / فلوة العايض
حملتهُ أقدامه إلى قدرٍ مجهول لم يستطيع فيه أن يخبر تلك الشاشة عن مأساتهِ واسمه.
(مفقود المغرب)بعيداً عن السبب الذي جعله في ذلك المكان فهناك ماهو أكبر من سبب وصوله فتلك العينان مليئة بالقصة الكاملة من ألمٍ ودموع متحجرة وبعض من الكلمات المتناثرة على أسماع العابرين.
صدفة القدر حملتهُ إلى هناك وأيضاً صدفة القدر حملت قصته إلينا عن طريق شاشات جوالاتنا.
إنهُ من المؤلم في هذا العصر الرقمي أن تكون شخص لايُجيد استخدام وسائل السوشيال ميديا لتتفاجأ بأنك أصبحت أنت اليوم حديثها في وقت قصير وبدون سابق إنذار.
عندما سُئل عن اسمه كان يحاول الهروب من الإجابة لأنه رمى حمله على قطعة من رغيف الخبز ورشفة من الماء الذي حاول به أن يسد عطش ألمه.
(السوشيال ميديا) تلك الوسائل التي تحمل الملايين من القصص التي إما برضا أصحابها أو بغير رضاهم وقد تكون وسيلة نجاة للبعض وقد تكون ضارة فما حصل مع(مفقود المغرب)قصة منجية كيف أستطاع المنقذ أن يصور طوق نجاة المفقود ويبعث رسائل نداء بإسلوب إنساني عبّر فيه عن تأثره ودوره أمام هذا المفقود.
ماذا عنك أنت؟
وماذا عنكِ أنتِ؟
كم من قصةٍ كنتم سبب في نجاة أصحابها أو كنتم طرف في تدمير أساس بنائها.
نحن بحاجة إلى نشر الوعي لأنفسنا أولاً ثم لغيرنا عن الدور الكبير الذي تقوم به تلك الكاميرا وماهو واجبنا نحو ما يصل إلينا عبر جوالاتنا فليس كل مقطع يستحق النشر وليس كل محتوى يستحق الإشادة.
(السوشيال ميديا) عالم كبير جداً أصبح بين أيدينا فالمفقود فيها من كان لايعلم بمن جعله محتوى له يتداوله إما لزيادة ربحه أو متابعته أو طوق نجاة له .
فلنعلم جميعا بأن المسافات التي كنا نقضيها في رحلة العبور للمعرفة أصبحت قصيرة فمن الأولى أن تكون ذو أهمية وفائدة لنا فمع سرعة الوصول لانكن أول من يصل بل علينا التوجيه الصحيح لخطواتنا وإن تأخرنا في الوصول.
كيبورد الجوال يصل لهدفهِ سريعاً فلنجعله هدف إنساني وإن لم يوجد لنا هدف نتركه دون ضغط يؤرقه.