الأمانة والنزاهة وصناعة الإنجاز التجاري

بقلم / د.علي إبراهيم السنيدي 

على مر سنوات طويلة من العمل التجاري والبدء من الصفر والصعود إلى سلالم الاستثمار من الخطوات الأولى للعصامية التي شكلت لي الأساس الأول في بناء منظومة التجارة التي دخلتها من بوابة  المثابرة، وركضت فيها بروح المصابرة التي تقتضي الصبر ومواجهة كل التحديات، وجدت أن الرضا والثقة بالنفس وحسن التعامل مفاتيح أولى لكل معاني الفلاح؛ وهو ما تعلمته من واقع عمل خضته في الميدان وعلى طاولات الإدارة والتوجيه والتخطيط والتنفيذ.

التجارب وحدها من تصنع الإنجاز لكل رواد الأعمال ولا بد من خوضها ومواصلة الكفاح لتجاوز كل الصعاب؛ فالعوائق متعددة، ولكن العزيمة تنتصر والإرادة تتجلى في أبهى صورها مع كل يقين تصنعه النتائج التي تأتي أثناء الحصاد بعد مراحل من التعب والجهد .

في كل مراحل العمل التجاري بشتى اتجاهاتها تأتي الأمانة على رأس الصفات التي يجب أن يتمتع بها التاجر في كل تعاملاته ونشاطاته وصفقاته؛ لأنها السر العظيم الذي ينال به رجل الأعمال مخافة الله والتقى الذي ينعم به في تحقيق نجاحاته وأهدافه، وتسخر له التيسير وتذلل له الصعاب؛ لذا فإن التاجر الأمين وحده من يصنع له في قلوب الجميع الثناء والدعاء نظير تمتعه بأمانة مستديمة في كل شؤونه وأعماله.

ولا بأس بأن بعض المنافسة الغير شريفة والاختلاف الفكري والاجتماعي قد يفرض أحيانا عليك بأن تواجه أصناف لا تتمنى أنك قابلتها، وأن زرعوا في طريقك الشوك فثق بأنها بداية النهاية لهم، وهي دافع لك بأن تثبت بأنك جدير بكل شيء عملته وتميزت به، وتستمر الدروس التي تتلقاها لا تتضجر، هناك من يحب ويتمنى أنا يظهر على أكتاف المميزين والناجحين، وبناء على ذلك فإنه قد يسلبهم بأبشع سرقه؛ ألا وهي قصة كفاح ومعالم طريق محفوف بالجد والاجتهاد والمثابرة والتفاني؛ فيجيرون كل هذا لهم؛ اصبر وسترى النور قريبا.

وتأتي النزاهة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها رجل الأعمال في تجارته؛ لأنها تمضي بأعماله إلى حيث الصفاء والنقاء والسلامة من الوقوع في السلبيات أو الأخطاء التي تسبب كساد تجارته وخسارة أهدافه.

وصيتي لكل رواد الأعمال أن يتمسكوا بالأمانة والنزاهة، وأن يكون لديهم القناعة والرضا بتجارتهم وأرباحها، وان لا يتعجلوا في جني الأرباح السريعة على حساب القيم الدينية؛ لأنها الأساس والأصل والمنبع الذي سينهلون منه كل إيجابيات التميز والإنجاز.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com