بقلم – د . علي بن سعيد آل غائب
– إن عنوان هذا المقال استلهمته من صانع الأمل والتفاؤل والصبر والإلهام الأخ الدكتور / حمد بن جروان الغامدي ، الرجل العصامي الصابر المتوكل على الله في السراء والضراء بصدق وإصرار مطيته في ذلك هو الأمل والتفاؤل وثقته الأكبر في خالق الخلق ومصرّف أمورهم حتى اصبح أنموذجاً مشرّفاً يُحتذى به الأصحّاء قبل المرضى ، فقد صارع المرض والغربة والدراسة والبعد عن الأهل والوطن ولسان حاله يقول ( قاتلوا من اجل احلامكم وستصلون ) فصار بتلك المعاني والحقائق النبيلة حتى وصل لأعالي القمم ( علماً وصبراً وأملاً وتفاؤلاً ) فصنع لنفسه مجداً ، وحقق لغيره انموذجاً لتحقيق الأحلام مهما كانت الصعاب .،
فمنّ هو الدكتور / حمد بن جروان ؟ وماذا عن عصاميّته
وتجربته في الحياة ؟ والتي لم يبخل بها لإثراء معارف المحتاجين لها وأعلنها للملاء بكل فخر وأعتزاز شارحاً فصولها وتفاصيلها ، وألّف في كفاحه مؤلفين هما ( تكييف مع الحياة – قاتلوا من اجل احلامكم وستصلون ) فضلاً عن ملكته الشعريّة التي خدمته ايضاً فقال :-
– اخذت من تجربة الأيام زبدة كلام
لاتحدتك ميلات الليالي تحدّ
– امّا تعلويت في الأمجاد ذروة سنام
والا توفيت والدنيا ماقرت لأحد
وفي نصيحة وتشجيع لأخيه اثناء مرضه يقول :-
– ياسعيد شدّ الحيل واصمل وانا خوك
واصبر مثل صبري على جور دنياي
– تعبان ؟ لو تأطى على الجمر والشوك
بلواي والله ماتجي ربع بلواك
-خله يزيد الحمل واجماله بروك
والي غدت به جعله فداي وفداك
– وكل ذلك جعلني شخصياً اتجاسر في بناء مقالي هذا على فصول وإنجازات الدكتور بن جروان علمياً وعملياً ومعنوياً .،
( فالدكتور / حمد بن جروان شاباً من شباب الوطن الغالي طموحاً وعصامياً صابراً ومتفائلاً ، حاصلاً على درجة البكالوريوس في الرياضيات ودرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص قياس التقويم ويخطط حالياً للحصول على فرصة اخرى للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال علوم الفضاء وهو شاعر حكمة وموقف )
— وقد أُصيب الدكتور بن جروان بمرض السرطان قبل حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراه ووصلت به مراحل المرض اثناء فترة الدراسة الى قرار الأطباء بتعذر علاجه وأن يستمر على المسكّنات الى أن يُحدث الله بعد ذلك امرا ، في الوقت ذاته الذي كان يكتوي فيه بنار الغربة عن الأهل والوطن ويصارع الآم المرض فضلاً عن همّ الدراسة والمسؤلية حتى يحقق حلمه وطموحاته فصمد حتى حصل على درجة الماجستير اولاً ثم بعدها درجة الدكتوراه والتي شاءت الأقدار أن تكون مناقشته لدرجة الدكتوراه عن بعد عبر الأسكايب من ماليزيا مقرّ دراسته وهو يصارع المرض في مقرّ علاجه بمانشستر ( مايوكلنك ) بأمريكا
وقد حصل على تلك الدرجة في هذه الظروف العصيبة وبتميّز ، فعيّنته بعد ذلك ( الجمعيّة السعوديّة لمكافحة السرطان سفيراً لها ) وبذلك تحقق له تشريف الوطن وشرف العلم وخدمة المجتمع وألهامه رغم ظروفه التي يقاسيها لكنه حمل ظروفه على مطايا الصبر والتفاؤل والأمل وقبل ذلك التوكل على الله فكان له ما اراد له من إنجاز
ولم يقتصر ذلك عند هذا الحد فحسب لكنه اصبح انموذجاً والهاماً لمن يصارعون هذا المرض ندعوا الله جميعاًلهم مخلصين أن يشافيهم وأن يعافيهم
— ونستخلص من فصول كفاح وعصامية الدكتور بن جروان دروس وعبر
ومنها على سبيل المثال وليس
الحصر :-
أولاً :- النتائج المرضية التي تتحقق بالتوكل على الله والأعتماد عليه
ثانياً :- النتائج المحمودة
للصبر والتفاؤل والأمل
ثالثاً :- مصدرإلهام لمن اصيبوا بهذا المرض وغيره من الأمراض شافاهم الله
رابعاً :-:- عبرة للأصحّاء الذين يهدرون اوقاتهم ويصنعون العراقيل امامهم فيستطيع المريض أن يحقق مالم يتحقق لهم
خامساً :- تجذير المعاني النبيلة التي وردت في نصوص دستورنا العظيم الكتاب الكريم
وهو المصدر الرئيسي للألهامنا الروحي والنفسي
قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) وقال تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم
— بارك الله في جهود الدكتور بن جروان ونفع بعلمه والهامه كما نسأله مخلصين أن يشافيه انه ولي ذلك والقادر عليه
كما نسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا العزيزة وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي من كل سوء ومكروه والسلام .،،،
*( محامي وباحث – عضو الجمعية العلمية القضائية السعودية )