بقلم / فلوة العائض
تمسكُ القلم بأناملٍ ترتجف ارتجافاً
ليس من موجة برد أصابتها بل هناك خلف قضبان صدرها خوفاً من الخروج لعالمٍ قد يُسيء الظن بها.
أمل فتاة العشرون عام في هويتها الخمسون عام في ملامحها بوضوح تضاريس الزمن القاسية تحت عينيها.
لم تكمل تعليمها بل اكتفى صاحب السوط بقراءتها لأدويته وأوقات تناولها.
تنام في ساعةٍ مبكرة بعد أن تُنهي واجبها مع ذلك الشيخ الكبير في السن الذي يستند على ظهرها(عصا)لزمنهِ دون مراعاة لذلك الأنين الذي تخفيه بأعماقها.
فتحت ضوء تلك الإنارة الضئيلة المتسللة من نافذتها إليها وعند يقينها بأنها أصبحت الوحيدة التي لم تغلق بابيّ عينيها تقوم بإخراج أغلى ماتملك(مذكرتها البالية وقلمها ومحبرة أحزانها) التي تضعها في صندوقٍ مكسور لكل من يراه جبر وسند لها تخرج سلواها وتسرد على سطورها ماحدث لها بيومها.
في هذا اليوم و عندما قدمتُ له غدائه كانت عيناه تنظر إلي مكسورة على غير عادتها ممتلئة بالدموع لم أستطيع تحمل رؤيتها فأخذت امسحها بيدي الخشنة الملمس من قسوتهِ عليها فأصابت ماتحت عينيه بخدشٍ تألم منه ففزعتُ منه وهربت خشية أن يضربني بعصاهِ العتيقة عمر معي.
بعد دقائق ثقيلة على قلبي من الانتظار لم يحدث أي ردة فعل منه وبالأدق وصف لم يكن هناك ماتعودت عليه منه كل يوم.
لم يحرك(والدي)ساكن جوارحه ولسانه على رقة ونعومة مشاعري .
كان هادئاً واضعاً كلتا يديه على عصاه ينظر إلى نافذة حجرته.
إنه من المؤلم لي حقاً أن أفتقد ما اعتادت عليه حياتي من روتين مكرر وإن كان سبب ذبولي.
بينما كنت أنظر إليه انتظر صوت ندائه المخيف لم يحدث ذلك بل سادت حالة من الصمت فوضى روحي وتسألت:
هل أعود إليه مرة أخرى؟
أم أخرج من دائرة سنيني بموقف لايُنسى؟
………………………………………………………………………………………………………………………………..جزء من النص مفقود