بقلم / سميه محمد
عقل الإنسان الذي تميز به عن جميع المخلوقات بما فيه من ذكاء ، و تقدير ، وحسن تدبير ، و ترتيب للأمور ، و أدراك الخطر ، و تقبل الوضع كما هو عليه حتى يستطيع تغيره .
العقل هو النور الذي يرشدك إلى طريق الصواب ،
هو الطاقة الكامنة التي تدفعك لتسير إلى الإمام ،
هو الفضول الذي يجعلك تبحث و تستكشف ،
هو الجمال الذي يحب التغير والتطور ،
هو الجوهرة التي تحتفظ بالأفكار المفيدة، و المباديء العادلة ، و الأساليب المبتكرة ..
في البداية يجب ان نوضح ان هناك فرق بين العقل و الدماغ حيث ساد اعتقاد قديم انه لا فرق بينهما
فالعقل :
كلمة معنوية تستخدم للتعبير عن جميع وظائف الدماغ البشري العليا و التي يكون فيها الإنسان واعياً كالتفكير ، و الجدل ، و الذاكرة ، و جميع الانفعالات العاطفية التي تعرض لها هذا إن لم يكن مسؤلاً عنها كما تشير بعض الدرسات على ذلك و التي تؤكد انه مثل القلب من ناحية المشاعر و الأحاسيس .
اما الدماغ :
مصطلح مادي
جزء رئيسي في الجهاز العصبي يوجد في جميع المخلوقات الفقارية مع بعض غير الفقارية و عمل الدماغ يجمع المعلومات و يحللها اضافة إلى سيطرته على معظم الأعضاء في الجسد و يعتبر منبعاً لأنتاج المعلومات و يحفظ الدماغ داخل الجمجمة التي هي في الرأس و التي تشتمل على المخ و المخيخ و جذع الدماغ ..
ورغم بساطة الدماغ و صغر حجمة إلا ان الدقة و الإتقان يسيطران عليه عن طريق العقل الذي ينشيء الأفكار ، و يقوم بالتخطيط ، و يقود إلى البناء ، و يسير إلى طريق المجهول سعياً وراء الحقيقية التي تؤدي إلى اكتشافات قد تنفع العالم بأسره .
كذلك للعقل سرعة هائلة لا يمكن ان يتنافس معها اسرع حاسوب و يبقى الحاسوب مجرد أختراع بسيط من اختراعات العقل البشري الذي ابحر كثيراً في مجالات العلم والمعرفة في الطب والهندسة و النحت و الترجمة والتاربخ و غيرذلك من العلوم التي لانهاية لها ..
قدرة العقل العجيبة و شغفه بالعلم و تمسكه بتحقيق الحلم إلى واقع و أقتناعه بشعلة الأمل التي لايمكن ان تنطفىء مادام وقودها إرادة العقل وقوته . هذه القدرة جعلته يصل إلى مجاهل القارات و السكن فيها و تعميرها ، جعلته يغوص في أعماق البحار و يستخرج الجمال و الكنوز اضافة إلى كل مايمكن ان يزيد الإنسان من علمه و يوسع قدراته بالمعلومات و الاستكشافات الهائلة ،
جعلته يطير إلى الفضاء يمشي على سطح القمر و يعرف عن الكواكب و النيازك ويتطلع إلى كل شيء رائع فيه ويلمسه و يشعر به كي يطوعه لتقدم البشرية فكانت الأقمار الصناعية و الاخترعات الأخرى التي ساهمت في معرفة ماكان مجهولاً من قبل و الإستفادة منه قدر الإمكان ..
و مثلما هناك عقول تريد الخير للبشرية في المقابل هناك عقول تريد الشر فطمع العقل البشري عند البعض لا ينتهي فخلف ورائه الكثير من الدمار فتمكن الحقد و الغل من بعض العقول فاخترعت الأسلحة الفتاكة والسموم المميتة وصنعت ادوات التجسس و استماتت لمعرفة نقاط ضعف عدوها فأغتصبت الاراضي و سفكت الدماء و سرقت الكنوز من غير وجه حق اعقبها انتشار الحروب بين الدول ، و دبت الخلافات و النزاعات بين القبائل بسبب العصبية و فرض السيطرة على الضعيف ، و اجريت التجارب المكررة و المعروفة نتائجها على بعض الحيوانات كالفئران و الأرانب بطريقة وحشية والقصد منها المتعة بقتل حيوان لا حول له ولا قوة ، و كثرت المصانع التي تتخلص من مخلفاتها بطرق غير شرعية و مؤذية فأنتشر التلوث في كل مكان على الكرة الأرضية حتى اثر على اجواء الطبيعة فاصبحت الحرارة تزيد كل سنة بشكل ملحوظ وكادوا ان يجعلوا من الكوكب الحي الوحيد كوكب الأرض كوكب شبه ميت مماعاثوا فيه من الفساد ، ولم يسلم شيء على الأرض و الفضاء و البحر من طمع بعض العقول ..
و مهما كانت الخسائر فادحة في النهاية الخير هو الذي ينتصر لكن على العقول النيرة ان تبدا بالبناء من جديد و تكون عليها مهمة إصلاح الإضرار ، و الاستزادة من جمع المعلومات و اجراء التجارب المفيدة و نصح الغير بما يعود عليهم بالخير لهم لحمايتهم وحماية شركائهم على الأرض من حيوان و طير و نبات فهي معادلة يجب ان تكون متوازنة من جميع الأطراف حتى يعم السلام للكل ، كذلك التحفيز إلى أمل يدفع إلى الإمام ويسير و هو يبني مستقبل مشرف ..
معلومة جميلة محتواها أن الوزن الحقيقي للمخ داخل الجمجمة ( ١٧٠٠ ) جرام ( ٢ كيلو إلا ربع ) تقريباً فلماذا لانشعر بهذا الثقل الهائل في رأسنا ؟!
لأنه يطفو في سائل النخاع الشوكي ،
و القاعدة الفيزيائية تقول :
كل جسم يغمر في سائل يفقد من وزنه بقدر وزن السائل المزاح ، و بذلك لا نشعر بوزنه و ثقله ، فيصبح وزن الدماغ ( ٥٠ ) جرام وهذا هو تقدير الخالق عز وجل ،
و لذالك عند الصلاة هذا السائل المزاح يتحرك للأعلى و الأسفل عند السجود والركوع فيعطي نوعاً من المساج للدماغ فهذا هو احد أسباب الراحة النفسية بعد الصلاة ..
أليس هذا جميلاً ؟!
بالسجود عبادة ، و تمرين ، و راحة نفسية للعقل و الجسم على حد سواء .
و يدعون من لا عقول لهم ان السجود مذلة و خضوع .
لابأس في ذلك إن كانت المذلة و الخضوع للخالق الواحد الأحد القادر الصمد .
فأنت تسجد لمن خلقك و كرمك على باقي المخلوقات .
انت تسجد لمن خلقك من تراب و أمر الملائكة أن تسجد لك تكريماً .
انت تسجد لمن طرد إبليس من الجنة و الرحمة لأنه تكبر على خلقك من تراب فكيف يسجد لمن خلق من تراب و هو مخلوق من النار .
أنت تسجد لمن سخر الكون بما فيه من مخلوقات لخدمتك سواء في حلك و ترحالك .
أنت تسجد لمن خلق النهار لتعمل فيه و تجد قوت يومك و اكثر و خلق الليل لتنام فيه قرير العين .
عليك و اجب ان تسجد و أنت تصلي خمس مرات في اليوم شكراً و حمداً على فضل الله و نعمه التي لا تعد و لا تحصى و لو بقيت ساجداً طيلة الوقت لم و لن توفي حق الله سبحانه العظيم الكريم
الحمدلله على نعمة الإسلام
الحمدلله على نعمة الصلاة بسجودها و ركوعها بسكناتها و حركاتها .