هل استطاعوا شراء سعادتنا ؟

  أصبحت الكافيهات  والمطاعم  تحترف في إيجاد  جو  وهمي للسعادة ، ربع  ساعة أو نصف ساعة تقضيها  في المطعم أو الكافية تكلفك  خلال الشهر تقريباً – في أضعف الاحتمالات – ربع الراتب ، وإذا راجعت نفسك  ما الذي يميز طاولة المطعم  عن جلسة أمام البحر أو في  أحضان الطبيعة؟
 لماذا لا أصنع الجو الذي  أتكيف معه بنفسي؟
مثلاً في المنزل لو وفرت كل  تلك المبالغ المهدرة في  الكافيهات والمطاعم وأعمل على تصميم أجمل ركن قهوة وأفخم طاولة طعام وأجملها  بالديكورات المحببة لي ، وأدعو  صديقاتي وضيوفي لمنزلي وأنا  بالقرب من أبنائي ، وأستمتع  بوقتي وطعامي في جو نظيف  مريح  غير متكلف .
السؤال المحير هنا : هل  استطاع أصحاب الكافيهات  ايهامنا بالسعادة والشعور  بالروقان والهدوء ونحن ندفع  تلك المبالِغ  المبالَغ فيها ؟!
ما الذي يدفعنا لتصديق فكرة ومع مرور الوقت نكتشف أنها مجرد وهم ؛ وهي أنني أجلس  على طاولة الكوفي ويقدم لي  المضيف كوبًا من الشاي  لا يميزه عن شاي المنزل أي شيء سوى أن سعر الكوب في  الكافيه يساوي سعر كرتون  الشاي بأكمله في منزلي .
ما الشيء الذي يدفعني لدفع مبلغ عشرين ريالاً لقارورة ماء وأنا أعلم أن سعرها ريال واحد في البقالة المجاورة للكافيه ؟!
هل استطاعوا شراء سعادتنا ؟
هل نشعر بالسعادة ونحن  نشاركهم خداعنا بكل سهولة ؟
أنا أرى أن المشكلة ليست في  الكافيهات ولا أصحابها ؛ فهم  لم يرغمونا على المجيء لهذا  المكان ، ولم  يجبرونا  على  دفع تلك المبالغ ، ولا أقول أن نحرم أنفسنا من الخروج واللقاء بمن نحب في مكان محبب لنا والاستمتاع بجو هادئ ، وشرب فنجان القهوة أو كوب الشاي في مكان مختلف عن المنزل ، فأنا لا أرفض فكرة الكافيه أو المطعم بالعكس النفس تحب أن تشعر بالهدوء والتغيير وأنا أستمتع أحياناً بالجلوس بمفردي في مكان منعزل عن الأصدقاء والأهل ؛ لترتيب أفكاري وإنجاز أعمالي ؛ فالمشكلة ليست في فكرة الخروج للكافيه ؛ المشكلة هي في استطاعتنا  الإجابة عن سؤال : هل  استطاعوا شراء سعادتنا ؟
الكاتبة / هياء هديب الشهراني

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com