عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم: إبراهيم العسكري
ارسل لي احدهم مقطع لرجل سبعيني تم اخراجة من بين الانقاض في قضية اعتداء جنائية حصلت بالامس في مدينة رداع باليمن ذهب ضحيتها قرابة عشرون شخص بين شيوخ واطفال ونساء لا ادري ماهي المسببات ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل على الظالم والمعتدي.
بعيدآ عن التدخل في في السياسات او شؤن الغير الا انني يعلم الله كمسلم عربي انصدمت وحزنت حتى راقت دموعي من مآثر تلك المناظر لأناس مسليمن صائمين آمنين في بيوتهم يتفاجأون بتفجيرات منازلهم القديمة والمتهالكة ربما لاسباب انتقامية او غير عادلة.
بوجهة نظري من ينتمي للاسلام ويرى اخوانه المسلمين يقتلون بهذا الدم البارد يتألم ويُقهر ويحنُ قلبه حينما يرى اخوانه من المسلمين العُزل يُعتدى عليهم في عقر ديارهم بدون ذنب اقترفوه في يوم فضيل في شهر فضيل ..!
المؤلم والمؤثر ان ذلك الرجل السبعيني عندما اخرجوه من بين الانقاض وجسده منهك بالجراح ومغطى بالأتربة جراء الدمار للبيوت فاعطاه المسعفين علبة ماء ليشرب ويأخذ قليل من الرمق فيدفعها بيده ويقول انا صائم وقد سمعت لاحقآ انه توفي متأثرآ بالجراح من تلك الكارثة.
هناك طفل آخر صُورته تقطع القلب حينما نرى دُموعه تحدث مجرى بين الاتربة على وجه وضاء تملأه الطفولة والبراءة وعيناه تقول بأي ذنب طُمثت ولُوثتّ.
اخواني المسلمين وانا اشاهد بحزن ما يحدث تذكرت حديث
عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا رواهُ البخاري.
وأخيرآ يؤكد العقل ان الجاهل في ذمة العاقل فلماذا نجعل ساحات للقتال ومرتعآ لسيل دماء المسلمين بدم بارد نتيجة تصرفات همجية ممن لا يحسن القضاء والاقتضاء وأين اهل العلم والحكمة من الأخذ على يد المعتدي الجاهل.
اعتذر ان كدرت صفو صيامكم ولكن لنعتبر فلسنا بمعزل عن الوسواس الخناس .
