الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد

الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على أنبيائه ورسله عن طريق الوحي جبريل عليه السلام ، وقد تضمنت الشرائع و الأحكام التي تصلح حياة البشر ، كما تضمنت الأخلاق و القيم و المبادئ التي ترشد الناس إلى كل فضيلة و تبعدهم عن كل رذيلة ، اضافة الى أساسيات الرحمة والعدل و مفهوم المساوة و الرفق بالكائنات الأخرى ..

اتفق العلماء على ان الكتب السماوية نزلت في شهر رمضان :

١. ( الزبور )

نزل في اليوم الثاني عشر من رمضان .

٢. ( صحف إبراهيم عليه السلام )

في اليوم الأول من رمضان .

٣. ( التوراة )

في اليوم السادس من رمضان .

٤. ( الإنجيل )

في اليوم الثالث عشر من رمضان .

٥. ( القرآن الكريم )

في اليوم الرابع و العشرين من رمضان .

الإيمان بالكتب السماوية من أركان الإسلام و الإيمان بها يكون على أصل هذه الكتب و على الهيئة و الكيفية التي نزلت عليها ،

فنحن كمسلمين نؤمن بأن التوراة و الإنجيل طالها الكثير من التحريف من خلال أيدي العابثين من البشر و أستغلوا جهل البعض وعدم درياتهم بأمور دينهم لأغراض مصالحهم بكل و قاحة و تجبر ..

بينما تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم آخر الكتب السماوية الذي أنزله على الرسول الأمي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و المرسلين دستوراً و كتاباً للبشرية جمعاء يصلح لكل زمان و مكان ، به التعاليم و الشرائع ، قصص الأولين و العبر و خبر بأحداث تقع بالمستقبل ، وصف للجنة و النار نعيم و جحيم فردوس و سعير ، وسيظل القرآن دستور المسلمين إلى قيام الساعة .

في سورة الحجر

من آية ( ٨ ) إلى ( ٩ )

قال تعالى :

(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))

يقول يحي أبن أكتم القاضي :

كان في مجلس المأمون رجل من ( =الصابئة = و الصابيء في اللغة تأتي بمعني أنحرف اي انحرف بدينه إلى دين آخر و هناك انحراف للحق فقد كان يطلق المشركون على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصابيء لأنه دعى لدين الإسلام و سفه دينهم ، كذلك عندما أسلم عمر رضي الله عنه قيل عنه صبأ أبن الخطاب ، و قد تكون الصابئة على باطل فمنهم من يعبدون الكواكب و منهم من يوحدون الله و لكنهم ينكرون الأنبياء و هذا كفر بلا شك )

وكان خطاط من أهل العراق يحضر الى مجلس المأمون

فقال له المأمون :

لماذا لاتدخل في الإسلام

فقال له :

ياأمير المؤمنين دعني

و ديني

فسكت عنه المأمون ففقده بعد فتره فسأل المأمون عن فلان الخطاط فردوا عليه انه لم يحضر المجلس منذ مدة فسألوا عنه حتى وجدوه فأخبروه أن أمير المؤمنين المأمون يطلبه فجاء إلى المأمون .

فقال له المأمون :

أين كنت فقد فقدناك

قال الخطاط :

ياأمير المؤمنين جلست مع نفسي وفكرت فيما أنا عليه و قارنت بين الأديان ، فأخذت التوراة فنسخته و جملته ، و ذهبت إلى الإنجيل فنسخته و جملته ، وذهبت إلى القرآن فنسخته و جملته وقد غيرت و بدلت في جميع النسخ .

فذهبت إلى أحبار اليهود بالتوراة و أعطيتهم إياها وقلت لهم :

نسختها بيدي

فنظروا إليها فشكروني .

ثم ذهبت بالإنجيل إلى رهبان النصارى و قلت لهم ماقلت لليهود فنظروا إليه فشكروني .

ثم ذهبت بنسخة القرآن إلى الوراقين اي الكتاب الذين ينسخون الكتب على الورق في المكتبات و ليس العلماء فعرضت عليهم النسخة فأول مافتحه كبيرهم رأى الخطأ

فقال :

هذا خطأ في القرآن كيف تكتب ذلك ؟!

قلت له :

لابأس فوتها

فقال بغضب :

لا . و لن اخذه ارمه فهذا ليس بقرئاننا

فقلت :

هذا هو الحق

فذكرت ذلك لسفيان أبن عيينه فقال لي :

وماالغريب في ذلك ألم تقرأ في سورة المائدة

من آية( ٤٣ ) إلى ( ٤٤ )

قال تعالى :

(( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون و الأحبار بما أستحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و أخشون ولا تشتروا بأياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون ))

ثم لما ذكر القرآن قال قوله تعالى :

(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))

وبذلك دخل الخطاط في دين الإسلام لما تبين له الحق جلياً ..

من الواجب ان نتمسك بالقرآن الكريم دستور و منهاج لكل مسلم و مسلمة ، و من الجميل أن نحافظ على هذا الكتاب المقدس و المصحف الطاهر و مايحتويه من تعاليم و تشريعات فهي تساعدنا على تثبيت ديننا الإسلام في قلوبنا فكل شيء فيه حق و يدل على الحق ..

كذلك كل مايتعلق بالقرآن له أجر سواء قرائة ، حفظ ، تعليم ، تفسير ..

القرآن يعتبر حصن حصين يتحصن به كل من يقرئه و يقوم بتعلم مافيه ، يحمي من شر الإنس و الجن بأذن الله ..

القرآن فيه شفاء للناس ، راحه للروح و الجسد فهو ربيع القلوب و نور الحياة ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أقرأوا القرآن فأنه يجيء يوم القيامة شفيعاً لأهله )

و يكفي الشرف الذي يناله اهل القرآن فهم أحباب الله .