جدري من نوعٍ آخر أشدّ خطراً

بقلم/ عبدالمحسن محمد عسيري 

هناك جدري منتشر أخطر من التي نعرفها اليوم ؛ و لها أضرار أكبر من تلك التي تسببها الفيروسات .

يعرفها الناس لكن القليل يعطي لها اهتماماً و يبحث لها عن العلاج .

وإن كان وباء جدري القرود قد ظهر حالياً و انتشر ؛ إلا أن تلك قد ظهرت قبلها و انتشرت أكثر و سببت أضراراً أكثر.

و لأن مجال التوعية بوباء جدري القرود المعروف قد أعطاه الناس اهتماماً واسعاً على شبكات التواصل فهذه الأخرى تحتاج منا إلى توعية الناس فيها و في خطرها و سُبُل الوقاية منها … فجميعاً عرف خطر الأولى لكن لم نلتفت إلى الثانية و هي الأخطر و الأبشع و الأوسع ضرراً و الأنكى وَجعاً .

إنها :

جدري الأخلاق

و اقصد بها كل تعامل سلبي ضار ( نفسياً أو بدنياً ) لبني الإنسان مع بعضهم البعض .

و من علاماتها : السبّ و الشتم و الذم و السخرية و الاستهزاء و الغيبة و النميمة .. و من مضاعفاتها الحقد و الحسد و الكراهية و القطيعة و المكر و الخداع

و من أسبابها : سوء التفاهم و غياب الوازع الديني و انعدام الحياء و موت الضمير و هشاشة الوعي.

 

جدري الأخلاق التي أصابت معظم الشباب تشبه تماماً وباء جدري القرود المعروف بل أخطر منه على حياة الإنسانية.

و كما أنكم تهتمون بالوعي حول الوباء ؛ أرجوكم اهتموا أيضاً بتوعية الناس في الأخلاق ..و كما أنّ هناك حبوب و لقاح للوقاية من ذلك الوباء … فيجب أن يتم توزيع نظرات التأمل و التلطّف في الكلمات و الأخلاق.

وكما أنكم تقرأون في وسائل التواصل أي رسالة عن الوباء و تسارعون بنشرها و تتسابقون في نسخها و لصقها ..فأيضاً اقرأوا عن جدري الأخلاق و انشروا الوعي و انسخوا و الصقوا و ارسلوا …

جدري في الأخلاق و في التعامل مع بعضنا البعض

و جدري حتى في الواتساب و برامج التواصل

فالبعض يحمل فيروس الأنانية أينما ذهب و أينما يجلس بل و ينشرها

و جدري يتم كتابتها و أخرى النطق بها ..و ثالثةٌ بالترويج لها .

و تلك الفيروسات تتوسع و تنتشر بدون أدنى مكافحة أو إرشادات وقاية.

فالأولى قد يسهل السيطرة عليها طبياً ؛ لكن الثانية تحتاج مجهود أكبر

 

وصلاح الأجساد سهلٌ و لكن

في صلاح القلوب يعيا الطبيبُ

شاهد أيضاً

مستقر العز

بقلم الشاعر / محمد بن عبدالخالق العسيري أيا موطني ، موطنُ الفاتحينْ وفخرا يعم على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com