
بقلم: إبراهيم العسكري
عمي الغالي/محمد بن عبدالله بن زايد آل فضيلة، علم الله كان يوم رحيلك صباح الخميس ١٤٤٧/٥/٨هـ الموافق 30 أكتوبر 2025 يوم حزن لي ولأهلك ولذويك ولمن عرفك بقرب أو بعد، حينما تلقينا خبر الوداع الأخير فصبرنا واحتسبنا وحمدنا الله وشكرناه. الفقد مؤلم والمصاب جلل، ولكن إيماننا بمن خلقنا يجعلنا نستبشر خيرًا بمن سار على خطاك.
عمي الغالي، أبشرك بخير، فابشرك أن عباد الله هم الشهداء في أرضه كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المخرج في الصحيحين، حينما يشهد العباد لفلان بالثناء العطر فيوجب له الجنة. علم الله ما علمناك إلا عابدًا زاهدًا تقيًا هينًا لين الجانب حسن الخلق كريمًا شهمًا وفيًا طائعًا وبارًا مبتسمًا.
لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى. اللهم اغفر له وارحمه، اللهم ثبته عند السؤال، وأجعل قبره روضة من رياض الجنة. الحمد لله من قبل ومن بعد.
عمي الغالي، لا أقول شهادتي مجروحة فيمن أحب، ولكن أقول بكل فخر، رغم الم الفراق، أنك ستظل في القلوب والجوارح، وسنحفظ لك الود والخير لأهله. لم ننسى وقفاتك المشرفة مع أهلك وذويك، ولم ننسى قصصك الرائعة والمضنية في تهامة والسراة مع الأهل والخلان ورفاق الدرب.
عمي الغالي، رحيلك لن يتوقف بعقولنا وذاكرتنا على مغادرتك الدنيا، فسيبقى جميل العهد وجميل العمل يشهد لك، وستبقى ذكراك وقصصك في أذهاننا ما حيينا. سنبقى نخلد لك الوفاء، وسنبقى ندعو لك بالأجر وطيب الدعاء. سنبقى نؤثرك بصالح الذكر وطيب المعدن الذي رأيناه فيك.
سنبقى نرفع الأياد بالدعاء لمن هو أهله من الأهل والخلان، وسنحاول أن ننال من صفاتكم أهل الشيم والقيم، أمثالك لنعطر بها ما بقي لنا من أيام قبل اللحاق بمن قضى، فهم وأنتم قضيتم ونحن ننتظر.
ستبقى ذكرى الأيام التي عانيت فيها الأمرين حتى حان رضاك بما أوجب لك ربي وعوضك بالخير والعطاء في التعب الذي نالك في بناء الحياة منذ الصغر حتى أصبحت شيخًا يشار له بالبنان في الوفاء والصبر والشهامة والكرم وطيب العطاء.
ستبقى تشهد لك كل ايامك الاخيرة حينما عانيت المرض وبقيت صابرآ محتسبآ ترجوا ماعند الله لعلمك انه خير وابقى
شخصيًا، لا أنسى أبدًا حينما زرتك مرارًا فكنت نعم القريب ونعم الموجه ونعم الصادق الحبيب، تتحلى بالصبر والأناة. في إحدى زياراتي لك بمنزلك العامر وللمباركة لك ببيتك الجديد في حي الروضة السعيد، فهنأناكم بالبيت وقلت هنؤني بالجار أكثر، فسألنا من هو الجار؟ فقلت متبسمًا هو بيت الله ذلك المسجد المجاور الذي يشهد لك بالركوع والسجود والصلاة والطاعة.
هناء نعزي أنفسنا نحن الاهل والأقارب المكلومين بالفقد ونعزي الأهل والخلان ونعزي المسجد وبيوت الطاعة فيك، ومن مثلك من أهل الصلاح والوفاء. هنا يطيب لنا العزاء ليواسي الم الفراق فيجعلنا نستبشر خيرًا بأنكم ذلك الرجل الوفي الأبي الذي قدم لما بنى من خير وصلاح، راجين الله خير من يرتجى ويؤمل منه العطاء أن تسبقنا مع من سبق من الأهل والخلان في أعالي الجنان في الفردوس الاعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وبالله انا مستبشراً رغم الحزن والألم.

عسير صحيفة عسير الإلكترونية