
صحيفة عسير – تقرير – أسيا الناقي :
في صميم صحراء العلا، حيث تروي الحجارة حكايات الأزمنة الغابرة، تتجلّى محمية شرعان كجوهرة طبيعية تتوشح بتناغمٍ بديع بين سحر الطبيعة وأسرار الحضارة.
روعة الموقع وضخامة المساحة
تتربع المحمية في أحضان الشمال الشرقي لمنطقتي الحجر وجبل الفيل، حيث لا تفصلها سوى مسافة 45 دقيقة عن بلدة العلا القديمة. تمتد على رقعة شاسعة تبلغ 1,500 كيلومتر مربع، لتحتضن بين طياتها كنوزاً طبيعية نادرة، أهلّتها لأن تحتل مكانةً بين أفضل الوجهات العالمية وفق مجلة “نايم” لعام 2024.
تناغم الحياة البرية
هنا، حيث تتعانق السماء مع الأرض، تزدهر حياة برية فريدة تتنوع بين طيور الوروار الشرقي والنسور والمرقط، في بيئة محمية توفر ملاذاً آمناً لضمان استدامة هذه الكائنات. ولا تقتصر العناية على الحاضر فحسب، بل تمتد إلى المستقبل من خلال برامج متخصصة لإعادة توطين النمر العربي، الحارس الأسطوري لهذه الربوع.
عزمٌ لا يلين للحماية
بتوجيهات سامية، يأتي “صندوق النمر العربي” الذي أُسس برعاية الهيئة الملكية تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في فبراير 2019، ليكون حارساً أميناً لهذا التراث الطبيعي، وعماداً لدعم مسيرة الحفاظ على الحياة البرية وضمان ازدهارها.
شواهد التاريخ الحية
ليست المحمية مجرد تحفة طبيعية فحسب، بل هي متحف مفتوح يحوي بين صخوره نقوشاً أثرية تعود لثلاثة آلاف عام، تحكي قصة إنسان هذه الأرض عبر رسومات الصيادين وكتابات نبطية شاهداً على عظمة الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض.
رحلة إلى قلب الطبيعة الأصيلة
تمثل المحمية وجهةً مثاليةً لعشاق السياحة البيئية، حيث تقدم تجربة فريدة تدمج بين جمال الطبيعة وأصالة التاريخ، في تناغم يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية المستدامة وضرورات الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.

عسير صحيفة عسير الإلكترونية
ما شاء الله على الاسلوب مقال رائع جدا