كشاف المجمعة >>
 
المبدعون يتخطون المحبطين وينهضون بالمجتمع

بقلم / علي سعد الفصيلي

في كل منعطف من منعطفات الإبداع، سواءً كانت فكرة بناءة أو مقال صحفي أو لوحة فنية أو شعرية أو أي جهد يضيف قيمة معرفية للمجتمع ويمنحه المتعة والجمال، تتحرك فئة تتقن الإحباط أكثر مما تتقن الإضافة، يقتربون في هيئة الناصحين لإخماد شرارة الإبداع المتوهجة، وكأن نجاح الآخرين يوقظ في داخلهم مناطق لم يتجرؤوا على طرقها.

هؤلاء لا يهاجمون المبدعين مباشرة، بل يجيدون الالتفاف بكلمات تبدو مغلّفة بلمسة النصيحة، لكنها في الحقيقة محاولة لعرقلة وهج الإبداع الذي يستفز نفوسهم، والطريف أن كثيراً منهم لم يخطو خطوة واحدة في طريق الإبداع الذي يحاولون تقييمه.

ولطالما واجه المبدعون هذه الأصوات، لكنهم يمضون طريقهم لأنهم يعرفون أن الطريق ليس مفروشاً بالورود، وأن الإبداع يحتاج إلى صبرٍ يتجاوز الضوضاء، وثقةٍ لا تتأثر بما يتكرر حولها من إحباط.

المجتمعات لا تنهض بالمثبطين الذين يعيدون نفس العبارات الباهتة كلما ظهرت محاولة جديدة، بل تنهض بأولئك الذين يبتكرون، ويبحثون عن المختلف، ويمنحون الفكرة المترددة فرصة الظهور، ويضيفون للحياة لوناً آخر، فكل جهد مخلص، وكل فكرة صادقة، وكل موهبة تجد طريقها إلى العلن، تفتح نافذة لم تكن مفتوحة من قبل، لتمنح المجتمع ضوءاً جديداً نحو حياة أفضل، وما نلمسه اليوم من تطورات حضارية وترفيهية وعمرانية ليست سوى لمسات فنية قدمها المبدعون لوطنهم.

وفي النهاية، الإبداع ليس ساحة تُدار بالخوف، فهو ملكٌ لمن يمتلك شجاعة الخطوة الأولى، وثبات الثانية، وإصرار الخطوة التي تليها. ومن سار واثقاً في طريقه، لا يستطيع أحد أن يطفئ نوراً وُلد ليبقى مشرقاً.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com