فروع هيئة مكافحة الفساد

التجربة الجزئية الأولية لفتح فروع للهيئة أعطت مدلولاً صريحاً وواضح المعالم لهيئة مكافحة الفساد «نزاهة» عن عدم جدوى فتح فروع في المناطق.
بدأتالتجربة التمددية بفتح ثلاثة فروع في ثلاث مناطق رئيسة، وهناك اتجاه لفتح فروع مماثلة في بقية المناطق لمحاصرة داء «الفساد» المتمدد داخل الأوردة والشرايين وعلى قارعة الطريق. احتفالية فتح فروع صاحبتها شنة ورنة إعلامية وتوقعات بضربات استباقية قبل وقوع الحدث «الفساد»، وبعد برهة من الزمن اتضح للجميع أن فتح فروع يعني مزيداً من تسريب المال العام ومزيداً من تمييع القضايا المفصلية، كل فرع يجمع ملفات القضايا التي تصله ويرسلها للرياض، ثم يضع الموظفون رِجلاً على رجل ويقدمو
ن جواباً واحداً لكل من يتصل أو يزور الفرع «المعاملة في المركز الرئيس بالرياض، ولم يصل الرد بعد»!!!
فتح فروع وكما ذكرت لمعالي الأستاذ محمد الشريف في مكالمة هاتفية أتت منه لي ذات يوم وقلت له إن تجفيف منابع «الفساد» أجدى من فتح فروع تعرض عليها فتات موائد هوامير «الفساد»، وقلت له حينها كل عقود مليارات الباطن عندكم في الرياض، وكل المشاريع في الوزارات بالرياض، وكل تمرير المراتب وتحسين الوضع وخارج الدوام الوهمي والانتدابات العشوائية تبدأ من الرياض، وما يجري في بقية المناطق فتات الفتات.
بعد تجربة الفروع الثلاثة من المؤكد أن «نزاهة الشريف» ستحضر وسيعيد النظر في جدوى هذه الفروع التي تستنزف المال العام وتقدم مزيداً من البيروقراطية، ومن المؤكد أن «الشريف» الذي أعلن عن إنشاء مشاريع لبعض الفروع، سيعيد النظر في كل ريال يذهب سدى وكل وظيفة يشغلها شخص لا يحل ولا يربط، مكتفياً برمي الحمل على المقر الرئيس في الرياض.>