” كـدادة ” أمواج الخليج بـأبها – حكاية و ألم .

صحيفة عسير – محمد الأسمري : الكدادة مهنة قديمة أو بالأحرى مهنة من لا مهنة له وهي لقب يُطلق على مجموعة من الأشخاص من العاطلين عن العمل أو المتقاعدين أو من الموظفين من ذوي الدخل المحدود امتهنوا توصيل المسافرين عن طريق البر ، ” صحيفة عسير ” ألتقت مع بعض الكدادة في أبها وتحديداً عند “مواقف أمواج الخليج” وكان هذا التقرير :

الكثير من الحكايات والقصص أبطالها، عدد من السائقين الذين يعملون على نقل المسافرين، أو ما يعرفون بـ الكدادة ، من أعمار مختلفة ، منهم عاطلون و متقاعدون وذوي الدخل المحدود ، يطاردون لقمة العيش في الخطوط الطويلة ، وسط مخاطر والألم والارهاق ، يلوحون بأيديهم يمينا ويسارا او سيسألونك لو مررت بجانبهم ( الطائف ، النماص ، محايل ، جدة ، الخ .. ) انتظارهم قد يستغرق الساعات طوال .

” صحيفة عسير ” تجولت في شوارع تجمعهم وأوساط مواقعهم وشاركتهم همومهم .. في البداية أوضح المواطن محمد خيري (30 سنه) أن صعوبة الحياة دفعته للعمل على سيارته التي ورثها عن والدة ، مشيرا إلى أنه لا يملك عمل والكدادة مدخل رزقة لا تكفي لأسرة مكونة من 10 أشخاص ، في ظل ارتفاع الأسعار والالتزامات الأخرى كفواتير الكهرباء وإيجار المنزل وغيرها من الاحتياجات وبين أنه يتخذ من نقل الركاب عملا مؤقتا ريثما يرزقه الله بوظيفة حكومية .

وذكر محمد الشهراني (56 سنه) أنه بدأ مهنة الكدادة منذ أكثر من سبع سنوات وكانت البداية من خلال مشاوير داخل أبها وخميس مشيط وتهامة عسير والتي تعتبر من ارخص المشاوير من ناحية اسعار الكدادة في المنطقة ، مشيرا إلى أنه بعد ذلك تطورت هذه المهنة معه ، وأصبح يوصل الركاب إلى أماكن بعيدة.

وبينوا أنهم يواجهون من المتاعب ما الله به عليم ، فبعض القصص يشيب لها الرأس ، موضحاً أن من أبرز المشكلات التي يعاني منها اركاب أشخاص لا يحملون هويات وأوراقا ثبوتية ، والبعض الاخر لا يدفع لهم مقابل التوصيل .

كانت عدسة ” صحيفة عسير ” تتجول بين الكدادة وتنقل لكم معنى الألم ومرارة العيش والمهنة المحفوفة بالقصص والمخاطر ..

وأخيراً (( دائماً هناك أمل ، يهمس لنا أن في الغيب شيء جميل ))

>