شهر الاستزادة من الطاعات

بقلم الأستاذ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد

أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فيقول ابن القيم (رحمه الله تعالى): ((وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات))، وما ذلك إلا لأن شهر الصيام شهر الترغيب في الطاعات، والتفرغ للعبادات، والعمل الجاد على زيادة الحسنات، والإقبال على الله سبحانه وتعالى.
وهذا فيه تربية للمسلم على ضرورة الحرص في أيام هذا الشهر ولياليه على التقرب إلى الله عز وجل بمختلف الطاعات القولية والفعلية كتلاوة القرآن الكريم، ومدارسته آناء الليل وأطراف النهار، وكثرة الذكر بالـمأثور من الأدعية والأذكار، ولزوم الاستغفار، وتفطير الصائمين، وأداء العمرة، وقيام الليل، والصدقة، والبذل والعطاء، والحرص على ملازمة المساجد، والإكثار من النوافل، والإحسان الى الآخرين، وقضاء حوائج المحتاجين، وزيارة الأقارب والسؤال عنهم، وصلة الأرحام، وتفقد الجيران، والاعتكاف، وإخراج الزكاة، إلى غير ذلك من أنواع الطاعات والقُربات القولية والفعلية لـما في ذلك من تقويةٍ للإيمان في نفوس المؤمنين , قال تعالى : ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم(سورة الفتح:4).
وما أحسن قول القائل:
دواء قلبك خمسٌ عند قسوته فدم عليها تفز بالخير والظفرِ
خِلاءُ بطنٍ وقرآنٌ تدبرهِ كذا تضرُع باكٍ ساعة السَحر
وفي قيامك جُنح الليل أوسطه وأن تُجالس أهل الخير والخبر
فيا أخي الصائم، ويا أختي الصائمة..
الله الله في ترك المحرمات، وهجر الـمعاصي والمنكرات، والحرص على الإكثار من فعل المباحات، والاستزادة من الحسنات، وتوطين النفوس على الإفادة من هذا المناسبات، رغبةً فيما عند رب الأرض والسماوات، وبخاصةٍ في هذا الموسم الـمبارك من مواسم الخيرات، الذي تصفد فيه الشياطين مصداقاً لقوله (صلى الله عليه وسلم):
(( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين ))[متفق عليه].
وفقنا الله وإياكم جميعاً إلى حسن عبادته، وشكر نعمته، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com