بقلم أ.محمد فايع
سنحت لي فرصة من العمرغير مرة ،أن أعيش(شهر رمضان)في القاهرة،ولست مبالغا إذا ما قلت إن لرمضان طعما ونكهة وتفاصيل مختلفة،يشعر بها من جرب شهر رمضان في ربوع القاهرة .
اليوم أحاول جاهدا أن أستعيد بعض الصور والذكريات ،والمشاهد للأجواء الرمضانية في(شوارع القاهرة)وأحيائها،فلاتزال عالقة في الذاكرة ،أصوات الأناشيد الرمضانية وهي تنطلق من النوافذ و(البلكونات)المشرعة .
فكنت أستمع وأشاهد الأطفال وهم ينشدون(وحوي يا وحوي إياحة..رحت ياشعبان إياحة)وقد حملوا الفوانيس في أيديهم ،وهم يلوحون بها يمنة ويسرة ورحم الله والدي كم كان يتشدها مع أختي الصغرى(إيمان)وأغنية(رمضان جانا)و(حالو يا حالو رمضان كريم)وكنا نشاهدها بالتلفزيون .
ولاتزال مشاهد(الأحياء)ماثلة أمامي،وقد تزيت مداخل شوارعها بالزينات القماشية والورقية،والفوانيس الرمضانية(الدقي–العجوزة–الزمالك)وكذلك مداخل البيوت وقد تدلت من(شرفاتها)زينات رمضان .
ولم تغب عني مشاهد(موائد الصائمين)في الفطور الجماعي،وقد انتشرت على الأرصفة،أمام أشهر المطاعم في شوارع القاهرة وميادينها الشهيرة،وقد تحلق الناس حولها في انتظار أذان المغرب .
و(المساجد)وقد تزينت بالمصابيح الملونة،وزينة رمضان،والمصلين،وأصوات المؤذنين وقراءات أئمة التي تسمع في صلوات التراويح والقيام .
خاصة في(الأزهر)ومن مسجد(السيدة زينب)حيث يعبق التاريخ وتظهر جماليات رمضان في حي الحسين، الحي القاهري التاريخي العريق.
وكم كان تأسرني أصوات المؤذنين،وهي تنطلق من مآذن(جامع عمر بن العاص وجامعي الأزهر والحسين)في حي الحسين ذي الأجواء الرمضانية المبهرة وكذلك في منطقة(السيدة زينب)
وأتذكر أني بعيد السحور كنت أتهيأ للذهاب مع والدي-رحمه الله-لصلاة الفجر في المساجد المجاورة لنا (كجامع الكواكبي) في(العجوزة)بينما كنا نسمع عبر التلفزيون (علي الحجار)وهو ينشد(صلينا الفجر فين..صلينا في الحسين )
أما ليالي رمضان في القاهرة فهي حكاية أخرى من أجواء رمضان التي تشم أريج عبقها،فلاتكتمل إلا بالجلوس في(المقاهي التاريخية)العريقة كقهوة(الفيشاوي أو قروبي)مع رشفات من(الشاي بالنعناع)أو زيارة منطقة الحسين وخان خليلي وكورنيش النيل.
أو بالسير بين جملة المحال والمطاعم الشعبية والحديثة في منطقة الحسين وفي (خان الخليلي)على وجه الدقة وباعة الحلويات الشرقية والأكلات الرمضانية الشعبية ولست بناس أصوات (المسحراتية)وهم يجوبون شوارع الأحياء لإيقاظ النائمين وتنبيه الناس لتناول وجبة السحور وهم يدعون بأسماء من يعرفون على صوت نقرهم للطبلات الصغيرة التي يحملونها في أيديهم وهم يرددون(اصح يانايم وحد الدائم).
واليوم بعض تلك الطقوس التي كنا أشاهدها صغيرا في القاهرة قد أصبحت من طقوس بيوتنا وديكوراتها التي يتم تحضيرها قبل دخول رمضان،وقد سعدت بها لأنها أوجدت لنا أجواء رمضانية لطالما أحببناها.
،تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم،وعجل بجلاء الوباء الذي التهم شيئا من فرحتنا برمضان الكريم.