هياء هديب الشهراني
عام دراسي جديد ، ومجتمع جديد ، ومدينة جديدة ، ورفقاء جدد ، ومبنى جديد .
هذا حال أحد الطلاب المستجدين في المرحلة الثانوية ، يتحدث عن أول يوم له في المدرسة ؛ يقول : انتقلت أنا وعائلتي للعيش في مدينة أخرى بسبب عمل والدي ، وكنت في الإجازة متوترًا وقلقًا بشان هذا المجتمع الجديد الذي سأواجهه ، والمرحلة الدراسية الجديدة .
لم أهنأ بنومي ولا بوقتي من كثرة تفكيري بذلك .
أتى أول يوم دراسي وأنا في شوق وخوف ، وبدأت أستعد للذهاب إلى المدرسة وأنا أتقدم خطوة وأتراجع خطوة .
حدثت نفسي وقلت : سوف أكون أنا خطاط يومي ورسام دربي ، سألوّن بريشتي جوي على ذوقي ، ومهما واجهتني من عقبات سأتخطاها بحسن الظن بالله .
دخلت المدرسة وأنا في دهشة من كثرة الطلاب ، وكل زميل يعانق زميله ويسأله عن إجازته ، والمعلمون يحيونهم بابتسامتهم من بعيد ، فقلت : هذه بشائر خير الحمد لله .
في الطابور ارتجل وكيل المدرسة المسرح ، وبدأ يرحب بالطلاب المستجدين ، ويلقي بعض التعليمات ، وعرف بعض المعلمين بأنفسهم ، وعندما دخلت الصف وإذا بأحد المعلمين ابتدأ حصته بتهديد وتحذير من صعوبة المنهج ، وأنه ستكون هناك اختبارات وزارية قادمة ، ولن تكون هناك أي تجاوزات ولا تهاون ، وهذه المرحلة أصعب من سابقتها ، وسوف يصفي الممتاز من الضعيف .
فأصابني الهلع ؛ وقلت : ما هذا ؟! يبدو أن ماكنت قلقًا منه قد تحقق .
وفي الحصة الثانية قدم لنا معلم وكنت أنتظر منه أن يقول كما قال المعلم الذي قبله ، ولكن دهشت من تفاؤل ذلك المعلم ، وكيف أنه جعل من الحصة مارثون للأحلام والأمنيات ، بدأت أحلامي وأمنياتي تتسارع ؛ والأفكار في ذهني تتراقص ، وشعرت في نفسي أنني الآن فقط أستطيع أن أقول : كل العقبات التي أمامي إنما هي حواجز أنا من سمحت لها أن تقف في طريقي وجعلتها تعيق أحلامي، وأن كل ما علي هو أن أزيحها بيدي وأنفض غبارها من ذهني ؛ فهناك الكثير والكثير من الطلاب قبلي قد تجاوزوا وتخطوا الصعوبات، ما الفارق بيني وبينهم ؟!
أنا من سيرسم مستقبلي ، وأنا من يقول هذا سهل وهذا صعب ، فانا أعلم وحدي بإمكاناتي ونقاط القوة والضعف لدي .
من خلال هذه القصة نقول للمعلمين والمعلمات : بشروا ولاتنفروا ، قد يكون من بين الطلاب طالب مغترب عن مدينته التي أحبها أو اضطر لمفارقة أحد والديه أو ابتعد عن رفاقه الذين تعود عليهم ،
والطلاب في العادة مع بداية كل عام جديد يكونون متخوفين من المناهج الجديدة ، وقدراتهم لم تتجاوز مرحلتهم العمرية التي تناسب تفكيرهم .
المعلم هو صانع المجتمع ، ومن بين يديه تتخرج جميع التخصصات والمهن ، فمهما قلنا وكتبنا لن نوفي المعلمين حقهم ؛ فلهم كل الشكر والتقدير والاحترام .
ماشاءالله تبارك الله قصة جميلة من كاتبة مبدعة 🌹وجدنا ان القصة جمعت بين المتعة والفائدة لكل مربي ومعلم
ماشاءالله عليك ياهياء مقالك درس لنا على حسن التعامل مع الطالبات فعلا نصادف طالبات جدد لازم نحتويهم بعبارات التشجيع
👍👍
أجمل مقال يمكن أن نستفتح فيه عامنا الدراسي الجديد بوركت أناملك استاذة هيا.
كلمات رائعه جدا تجعلنا نتخيل ماكتبت ونعيش معه