تلعيب التعليم

بقلم الأستاذة / نداء ناهر الحربي

كما نعلم ان المملكة تتطلع تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الى تنشئة جيل واعاً متعلم مشارك في العملية التعليمية له بصمة واضحة في مجال الفكر والابداع . وتوافقا مع إتجاه نظرة التعليم الحديث و في ضواء التطور السريع ودخول التقنيات الحديثة الى تغيير دور المتعلم من متلقي سلبي الى منافش وناقد ومحلل ومفكر , ومن خلال الزيارات الميدانية والخبرة في مجال التعليم والتدريب لاحظت تعطش كبير من قبل المتعلمين للتجديد في طريقة التدريس والتعلم بطريقة مختلفة وعدم الاعتماد على المعلم كمصدر متفرد للمعلومة او المعرفة , وحتى يتحقق هذا الدور بصورة جيدة لابد من تغيير طريقة التدريس وابتكار طرق جديدة في عملية التعلم واكتساب المعرفه . من هنا جاءت فكرة طرح هذه المقالة للقارء الكريم وتوضيح احد اهم الاستراتيجيات التعليمية .الاوهي

التلعيب في التعليم ( Gamiflcation ) مصطلح قد يكون وقعة غريب على السامع رغم اهميتة في ميدان التعليم حيث أن المتعلم نشئ في ظل تقنيات رقمية حديثة , فأصبح لازاما على المعلمين على اختلاف المراحل معالجة هذا التحدي والتكيف مع مستجدات التعليم وسرعة تطور المناهج حتى يتحقق الهدف الاسمى وهو تحقيق اقصى استفادة من عملية التعلم للمتعلم .

فما المقصود بتلعيب التعليم ؟ وما فوائدة ؟ والى ماذا يهدف ؟ والعديد من الأسئلة حول تلعيب التعلم يمكن ان نوجزها في بعض نقاط .

مفهوم تلعيب التعليم :

يشير هذا المصطلح الى دمج اللعب والألعاب في تجربة التعليم لجعلها اكثر جاذبية ومتعه للمتعلم ويساهم في تحفيز عملية التعلم .

فوائد التلعيب بالتعليم :

أثراء العملية التعليمية

إضفاء طابع المتعة والمرح على العملية التعليمية

يسهم في ثبات المعرفة من خلال السعادة الواقعة اثناء عملية التعلم

يساهم في التخلص من بعض العادات السيئة والسلوك الغيرمرغوب فيه

ويمكن تلخيص ابرز اهداف التلعيب في التعليم :

تعزيز الانخراط في التعلم

تحسين عملية الحفظ والفهم

تهيئة مسار التعلم الشخصي

توطيد روح التعاون والعمل الجماعي

تنمية مهارات التفكير الناقد

يساهم في تحديد نقاط القوة والضعف لدى الفرد من خلال التقييم الفوري

تحفيز المتعلمين لمواجهة التحديات

الحد من القلق من بيئة التعلم

توليد حلول وابتكار أفكار تتوافق مع نمط التعلم

 

 

 

تنطوي استراتيجية التلعيب في التعليم على العديد من العناصر التي تجعل منها وسيلة مؤثرة في عملية التعلم واكتساب المعرفة ومن اهم هذه العناصر ما يلي :

تحديد الهدف بوضوح من اللعبة المختارة

تحديد الزمن الذي تنفذ فيه اللعبة

توافق اللعبة مع المعرفة المطروحة

الية تحصيل النقاط للمتعلم

تحديد مستوى الصعوبة بما يتوافق مع مرحلة النمو للمتعلم

 

وبوسعنا توظيف التلعيب في التعليم ضمن سياق تعليمي مختلف واهداف محددة , حيث يمكن توظيفها في بداية عملية التعلم , أو عند شرح معلومة جديد وتهدف هذه الطريقة الى تعزيز عملية التعلم لدى الطلاب لانخراطهم وجذب انتباههم وإيثارة اهتمامهم .وجعل التعلم اكثر متعة .

كما يمكن توظيفها عند الرغبة في اكساب المتعلم مهارة جديدة حيث يساهم التكرار والاتقان الى تنمية المهارة المطلوبة وتطويرها , كما يمكن توظيفها عند الرغبة في غرس سلوك معين لدى المتعلم .

وظهر في الآونة الأخيرة عدد من التطبيقات الالكترونية المساهمة في تصميم الألعاب التعليمية .

وختاماً:

يعتبر التلعيب أدة متعددة الاستخدام يمكن تطبيقها بشكل استراتيجي لتحقيق الأهداف المراد تحقيقها من خلال هذه الاستراتيجية , كما انها تخدم التوجة الأساسي في عملية التعليم وهي أن تقع عملية التعلم بنسبة 80% على المتعلم ونسبة 20% على المعلم حيث يصبح المعلم موجه ميسرا محفزاً لعملية التعليم وينتج من خلالها متعلم باحث ناقد محلل مبدع.