إعادة إعمار ميناء القحمة التاريخي: خطوة استراتيجية تُعزِّز رؤية السعودية 2030 وتُحيي تراثًا تجاريًا عريقًا  

بقلم/ محمد عبدالخالق العسيري

في إطار الجهود الحثيثة لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، أُعلن عن اعتماد مشروع إعادة إعمار ميناء القحمة التاريخي، الذي يُعدّ أحد أبرز المشاريع الواعدة في منطقة عسير، ليس فقط لارتباطه بمسار التنمية الاقتصادية، بل لكونه شاهدًا على عمق التواصل الحضاري بين الجزيرة العربية والقرن الأفريقي عبر القرون.

 

 

كان ميناء القحمة، الواقع على ساحل البحر الأحمر، نقطةً حيويةً للتبادل التجاري والثقافي بين مجتمعات المنطقة، حيث مثّل جسرًا اقتصاديًّا يربط بين ضفتي البحر الأحمر. وبإعادة إحيائه، تُخطط المملكة لتحويله إلى مركز لوجستي حديث، يعزز التكامل بين المناطق الجنوبية عبر ربط الميناء بمناطق “الغور الكبير” و”السراة”، مما سيسهم في تنشيط الحركة التجارية وتقليل الضغط على مينائي جازان وجدة الإسلامي، وفقًا لدراسات هيئة تطوير عسير.

 

 

يتوقع الخبراء أن يصبح الميناء بعد تطويره محورًا جاذبًا للاستثمارات، خاصةً مع تخوف بعض المستثمرين سابقًا من الدخول في مشاريع بمنطقة عسير. كما سيُسهم المشروع في توفير فرص وظيفية للشباب، وزيادة السيولة التجارية، وإحياء النشاط السياحي المهجور في المنطقة، التي تتمتع بتنوع جغرافي وتاريخي فريد، ما يجعلها وجهةً للمغامرين وعشاق الطبيعة.

 

يأتي هذا المشروع كجزء من التوجيهات الملكية لدعم مسيرة التنمية المستدامة، حيث أشادت بيانات هيئة تطوير عسير بالدعم المستمر من القيادة، بدءًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومرورًا بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووصولًا إلى أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، الذي يُعتبر حجر الزاوية في متابعة هذه المشاريع وفق رؤيةٍ واضحة.

 

و “هيئة تطوير عسير”، أكدت أن “المشروع ليس مجرد إعادة بناءٍ مادية، بل هو إحياءٌ لمسارٍ تاريخي سيعود بمنافع مُتعددة الأبعاد، من دعم الاقتصاد المحلي إلى تعزيز الهوية الثقافية”.

 

بينما تُواصل المملكة مسيرتها لتحقيق طموحات رؤية 2030، يبرز ميناء القحمة كرمزٍ لالتقاء الماضي بالمستقبل، حيث تُترجم الخطط الاستراتيجية إلى إنجازات ملموسة، تُعزز مكانة المنطقة اقتصاديًّا، وتُكرّس مفهوم التنمية المتوازنة، وتُذكّر الأجيال الجديدة بإرث أسلافهم التجاري الذي صنع مجدًا تليدًا. وكما قال الشاعر: “سارعي للمجد والعلياء”، فإن السعودية تسير بخطى واثقة نحو آفاقٍ أرحب، بقيادةٍ تؤمن بأن التطوير رسالة حضارية قبل أن يكون مشروعًا اقتصاديًا.

شاهد أيضاً

فمن تطوع خيرا..

بقلم د/ عوض بن صليم القحطاني في يوم 5 ديسمبر يوافق اليوم العالمي للتطوع.. فاحببت …

تعليق واحد

  1. خبر مهم ومفرح وكنا ننتظره من سنين وبفارغ الصبر
    الميناء كموقع استراتيجي بحت ومزاياها لاتعد ولا تحصى
    خطوة موفقه وذات معنى على جميع الاصعدة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com