الى جنة الخلد ياصاحب الامانه وصديق الايتام

بقلم أ/ حسن بن عبدالله بن دغش

الطيب الفواح يعلق بالجسد ومايكسوه،كما تعلق الصبغة بالمصبوغ.
ولذا أسقط هذا المفهوم على من فقدته قبيلة قحطان /بني
بشر يوم السبت /١٢ /١١/ ١٤٤٣ المعلم القدير مفرح بن ظافر آل زاهر البشري .
على أثر مرض ألم به لم يمهله كثير فقد كان علماً للوفاء بمفهومه الشامل
فهذا المعلم إن أشَدت به تَغنى
بك، تجاريه فيحاول أن تتفوق عليه، تنافسه فيؤثرك على نفسه،
تمدحه فيفاخر بك،يهديك دوماً السلوكيات الحميدة السلوك تلو السلوك
. تنزله منازل الأوفياء
فينزلك منازل الأخلاء.
يخرجك من الصدع الضيق الى
الأفق الواسع،يتبع السيئة الحسنه، حافظُ للأمانة التي استرعاه الله فيها (أمانة العمل الوظيفي )فكان معلماً لمادة الرياضيات في المرحلة المتوسطه قل ان تجد له مثيل في العطاء والتضحيه من اجل طلابه ومن يطلب العلم…
ذَكَر امام المسجد
الذي صُلي عليه فيه صلاة الجنازة بأن الطلاب يأتونه من القرية التي كان يعمل بها معلماً قرية آل بسام بلاد عبيده الى مقرسكنه بقرية الشبيرمه بني بشرحيث كان لا يوجدكهرباء عامه بل على مواطير خاصه ويطرقون عليه الباب وقد اخلد الى النوم ويطلبون منه شرح بعض الدروس فيرحب بهم ويقوم بتشغيل المولد الكهربائي الخاص بمنزل والدته ويدخلهم المجلس ومن ثم يشرح لهم الدروس الى وقت متأخر من الليل….

كان طيلة عمله يعطي درساً قبل الطابور الصباحي لمن يحتاج من الطلاب بدون مقابل،
ملأ قلوب احبابه أدباً وخلقاً وتواضعاً فأحبوه
ومن المواقف الطريفة لهذه الشخصية الجادة .
كان في احدى زيارات احد المشرفين التربويين للمدرسة لمتابعة سير العملية التعليمية
طلب من الجميع إحضاردفاتر التحضير
فأرسل مدير المدرسة احد المستخدمين لهذا الغرض فرفض وقال بعد الحصه ان شاء الله حرصاً على وقت الطلاب من الضياع، فأخبر المشرف برده فرد
المشرف في حالة عدم تسليم الدفتر سأكتب فيه لسعادة مدير التعليم فغضب من رد المشرف وقال للمستخدم لا استطيع ان اضيع دقيقه واحده على الطلاب سوف اعطيه ما طلب بعد الانتهاء من الحصه …
ومن طبيعته لا يسمح لأحد بطرق الباب وهو يشرح الدرس من باب الحرص على وقت طلابه
ومن حرصه ايضاً على الوقت يرحمه الله يقول طلابه عندما يريد ان يمسح شيئًا مما كتبه على السبوره يمسحه بطرف كُم الثوب حرصاً على وقت الحصه كونه يرى ان البحث عن مساحة السبوره يضيع الوقت.
ومن اسباب نجاحاته رحمه الله دعاء والدته له فكان يبرها براً قلما تجد مثله ومما اذكره في هذا الجانب يصعب علي وغيري بأن اقنعه
ان يؤخر عودته للبيت الى مابعد المغرب لأنه نشأ يتيم الاب ووحيد والديه فتحرص والدته عليه كل الحرص لكنه في المقابل يبرها
الى درجة انني عندما احتاج له
ان يغاب عن البيت يتوسط بي
عندوالدته التى كانت تعتبرني
اخاً له رحمهما الله لا سيما
وانه تربطني به شراكة في بعض الأعمال التجارية والوضع يحتاج
ألى الغياب عن المنزل بعض الشئ.
رحم الله ابا ظافر واسكنه فسيح جناته وجبر الله قلوب محبيه . ومن مأثره الحميده التي تربى عليها لا يمكن أن يسئ لمن أساء
اليه ، قراراته في المقابل قوية فقد وجَهْت له في يوم من الأيام
سؤالاً لماذا قرارتك قويه فرد لا اتخذ
قراراً الا بعد ان أتأكد من انه في
موقعه الصحيح ولذا كان يطلق
عليه مدير المدرسة الفاضل الأستاذمحمد البسامي مقولة ( ولد العجوز ) إعجاباً بشخصيته الفذه ، كان يردد دوماً عندما يرى احد الزملاء
متكدراً (امسح السبوره) فيعتبر
الذاكره التي تعلق بها المواقف
السيئه سبوره سهل ان تطمسها وتتنساها،
رحم الله من كان هذا منهجه في حياته ولذلك عاش سليم الصدر عانى من الحاجة والفقر واليتم والعوز ماعانا
فمن المواقف الطريفة في هذا
الجانب يقول اهدى لي نسيبي
مفرح القاضي الذي كنت أعتبره بمثابة والدي
المتوفى وأنا صغير رحمه الله
حذاء لكنها صغيره ومن شدة
فرحي بها وخفت ان يعيدها للمتجر ويتأخر علي بها فكرت
أن أبري كما تبرى المرسمه
قدمي بالموس لعلها تدخل في قدمي وعندما شرعت في هذا
الأمر رأني نسيبي اعمل في قدمي
ما اعمل صرخ علي ( ليه تعمل في قدمك كذا قلت له لعل الحذاء يدخل في قدمي فما كان
منه الا دمعت عيناه وركب دبابه
وإشتىرى بديلاً عنها وأحضرها الي ، جزاه الله خيرا
هذا موقف من المواقف التي عانا فيها من شدة الفقر الا انه
أصر على الرغم من شدة الفقر
والحاجه على اكمال دراسته حتى
حاز على البكالوريوس اداب وتربية ( تخصص رياضايات)
عام ١٤٠٢ فلم تكن الحاجه عائقاً
بل تخطاها بالصبر،،
اجتاز المرحلة المتوسطة والثانويه بتقدير ممتاز والأول في
جميع الصفوف ،فقد كافح ونال
ما نال فلله در والدته التي احسنت التربيه .
وصدق من قال:-
لا تحسبن المجد تمراً أنت أكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرَ
الى جنات النعيم يا أبا ظافر.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون