عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم/ حسن بن مانع آل عمير
أعجبتنا كثير من المقاطع المقدمة من قبل بعض مشاهير وسائل التواصل والتي عالجت العديد من المشاكل الاجتماعية بشكل فكاهي، كان لها صدى كبير في المجتمع وجعلت هناك وسيلة حديثة في إيصال الرسائل بشكل مريح للنفس ويرسم الإبتسامة والسعادة على محيا الجميع.
المقطع الأخير الذي تم تداوله بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن بعض كبار السن كان فيه قسوة وتعدي على كبار السن والمتقاعدين. اتهام من يزاولون رياضة المشي في المولات بأنهم مزعجين ويتسببون بأضرار على الموظفات داخل المول أمر غير مقبول وفيه الكثير من التجني على من خدموا الوطن وقدموا كل ما لديهم من وقت ومال وجهد لخدمة أسرهم ومجتمعهم ووطنهم. اذا كان هناك حالة واحدة فقط من بين آلاف المواقف الرائعة فلا يمكن تعميمها.
كبار السن والمتقاعدين هم نور الحياة وبركة المجتمع ومصدر الخبرات والتجارب ولا يمكن الاستغناء عنهم. وجودهم يثري الحياة ويجعل لها طعم خاص. لا يمكن أن نجعلهم مصدر للفكاهة وإضحاك الآخرين.
من حق كبار السن المشي في المول ودخول المقاهي والتواجد في الحدائق والعيش بالشكل الذي يجعلهم سعداء. ليس من حق أي شخص أن يثرب عليهم الاستمتاع بمرافق البلد بل لهم الأولوية في كل موقف.
ازعجني كثيرا صاحب المقطع حينما سخر حتى من الشخص الذي قدر الله عليه بالجلطة!! لا أعلم ما يريد منه، هل يريد ممن ابتلي بمرض أن يبقى في منزله وينتظر الموت!!
أليس من حقه أن يخرج ويقابل الناس؟
أليس من حقه أن يستمتع بنعم الله الحلال؟
أليس من حقه أن يجرب التقنيات الحديثة والنعم الجديدة من مطاعم فاخرة ومقاهي مميزة؟
تشبيه كبار السن في المقهى بالمرضى في صالة الإنتظار في أحد المستشفيات أمر غير مقبول. الحياة فيها الصحة والمرض وفيها الفرح والترح. وكما نحتاج للمستشفى والصيدلية نحتاج( اللاونج والمقهى ).
كبير السن من حقه أن يتواجد في المكان الذي يريد اذا كان هذا يدخل السرور على نفسه. محاولة تهميش كبار السن والتهجم عليهم لا يقبله أي عاقل ومنصف.
آن الأوان أن يتم منع أي مقطع يكون فيه تنمر أو سخرية من كبار السن ويجب على أي شخص اذا وصله مثل هذه المقاطع إلا يشاركها أحد ولا يرسلها لأي مجموعة.
كبار السن لهم كل التقدير والاحترام ونرفع لهم القبعة باستمرار ونسأل الله لهم السعادة والبهجة والفرح.