بقلم: حسن بن عايض آل معدي
إن برنامج جودة الحياة من أهم برامج رؤية 2030، وذلك كونه يُعنَى بتحسين طابع الحياة لأنماط معيشية أكثر جودة وتهيئة البيئة المناسبة التي تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية؛ وذلك لتوليد الوظائف وخلق اقتصاد سياحي متين.
وهذا الاقتصاد يلزم أن يكون وفق قواعد الاقتصاد ومسلماته المعروفة (الإنتاج، الاستهلاك، وخلق الوظائف) وقد تقدمت الدولة -أيدها الله- في هذا المسار بنجاح؛ والأرقام تتحدث عن عدد الوظائف ومساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي غير النفطي، ولا يشوبنا قلق من هذا التوجه.
الاهتمام بجودة الحياة مهم، ولكن منع ما يسيء لجودة الحياة لا يقل أهمية، بل هو في رأيي أهم، وقد تنبهت الدولة لذلك، فصدر قانون الذوق العام، ووُضعت الضوابط والقوانين التي تُلزم المجتمع بحدود للذوق يعاقب مخترقها.
إلا إنه يضيق صدري عندما أتجول في بعض قنوات التواصل، ومن أكثرها استفزازًا مباريات التحدي التي صنع ثقافتها بعض السذج الذين جعلوا من هذه البرامج نافذةً لنشر التفاهة وتسويق البطالة، بل اعتدوا على مجتمعنا بممارسة بعض التحديات الخطيرة، فمنهم من يأكل معجون الأسنان ويشرب الشطة، ومن الفتيات من تغسل أسنانها بصبغة الحواجب أو أحمر الشفاه، وهناك من يأكل البيض النيء والفلفل الحار… إلى غيرها من نشر البلاهة وتعمد إيذاء النفس التي حرم الله ايذائها، ناهيك عن الدعوة للطلاق بزعم الحرية والراحة.
إن من أهم أسباب المحافظة على جودة الحياة هو إيقاف هذه الممارسات ومراقبة هؤلاء العاطلين -الذين وجدوا في هذه البثوث من الأموال السهلة ما يغنيهم عن طرق أبواب الرزق الأخرى- وذلك للمحافطة على جيل ساذج ينجرف خلف كل غريب، ومتابعة من يسمون أنفسهم بالداعمين الذين تجمعهم (ربعي ياربعي) فينفقون الملايين من مقدرات اقتصادنا لبرامج التفاهة بدلاً من دعم البرامج الإنسانية التي تنفع المجتمع كمنصة إحسان وبرنامج فُرجت.
إن الحزم في هذا الجانب سيعزز الاقتصاد وجودة الحياة ويحافظ على الذوق العام، ويمنع عدوى الشهرة التي ستسوق المجتمع إلى البطالة وقلة الذوق.
يعطيك العافية ولا فض فوك
مقال جميل جداً ومفيد و ابدعت كعادتك في ايصال المعلومه بشكل مبسط و رائع اشكرك جزيل الشكر على هذا الجهد